بينات من الآيات [ 74] [ و إن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ]
(1) سورة طه / 12 .
من نوايا و توجيهات و أفكار .
[ وما يعلنون ]
و هــو أولى بالنسبة لمن يحيط بالسر ، و لعل الآية تشير إلى مخالفة قولهم لنياتهم .
[ 75] [ و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين ]ما من شيء يغيب عن أنظارنا أو علمنا و خيالنا إلا و يحيط به كتاب ربنا ، و هو القرآن الذي أودعه الله مفاتيح الغيب و إسمه الاعظم ، و معارف الحياة ، و لكنه خص بعلم تأويله الراسخين في العلم فقال : " ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " وكان الرسول و ائمة الهدى من أهل بيته هم الذين اصطفاهم و ارتضاهم الرب سبحانه ، و بذلك جاءت نصوص عاديدة (2)[ 76] [ إن هذا القرءان يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ][ 77] كما أن القرآن يحمل في طياته الهدى و البصيرة .
[ و إنه لهدى و رحمة للمؤمنين ]
و الهدى هنا بمعنيين : الأول : هو المرحلة التي تعني مجرد فك اللغز ، و الثاني : هو أن تصل الى ما تريد الوصول اليه من المعارف المعنوية ، و من بناء الذات و العروج بالروح الى سماء الإيمان .
فالقرآن سعادة و فلاح - و لكن بشرط أن يفهمه المؤمنون - برنامج عمل ،(1) راجع تفسير نور الثقلين / ج 4 / ص 96 .
و منهاج حياة ، يحصلوا من خلال تطبيقهم له على السعادة و الرحمة .
و يقضي الرب سبحانه و تعالى بين الحق و الباطل في مواقف شتى :
الف : عند الميزان في يوم الحساب ، حيث آخر الموازين القسط لذلك اليوم و هم لا يظلمون .
باء : عندما يختلف الناس ، و يريدون فض خلافاتهم على أساس عادل يجدون القرآن الكريم الذي هو القضاء الفصل ، كما يجدون الإمام العادل الذي يفقه الكتاب و يحكم به و قد استحفظ كتاب ربه .
جيم : عندما يقضي بهلاك الباطل و نصرة الحق . و لا راد لقضائه سبحانه .
[ إن ربك يقضي بينهم بحكمه و هو العزيز العليم ]
[ 79] و ما دام الامر كذلك ، فلا تخشى أحدا :
[ فتوكل على الله إنك على الحق المبين ]
مادام الحق ينصر ، و أنت على الحق ، فتوكل على الله ، و ثق بالنصر و الغلبة .
[ 80] ولا تأبه بجحود المعاندين ، و ما عليك الا البلاغ .
[ إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ]يستحيل أن يسمع الإنسان ميتا النداء ، ليس لإشكال فيه بل لأن الميت فاقد لجهاز الاستقبال ، وقد قال الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تناديأما الأصم الذي لا يسمع فانه قد يفهمك من خلال حاسة البصر ، عبر الاشارات و بعض حركات الفم ، أما اذا أدبر فكيف يفهم ما تقول له ؟!
[ 81] وهؤلاء الذي لا يستقبلون كلامك - أيها الرسالي - ينبغي أن لا يؤثروا عليك ، فتصاب بردة فعل أو تشكك في خطك و رسالتك ، لأن الإشكال الحقيقي فيهم ، حيث أنهم لا يملكون جهاز استقبال .
[ و ما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ]الذي أسلم نفسه للحق ، و هيأها لاستقبال الهداية يمكن أن يستمع إليك ، لا الذين عميت بصائرهم ، و ماتت قلوبهم .
|