فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و ربك يختار
[ 68] [ و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة ]


ان فطرة الانسان و عقله يهديانه الى ان مالك الشيء هو الذي يحق له التصرف فيه ، و مالك الخليقة هو الذي يصح له التصرف فيها لانه خالقها ، و لان الانسان جزء من الخليقة فلابد ان ينتظر إذن الله في اتباع القيادة التي يعينها سبحانه ، فليس من المقبول - و جدانا - ان يخلقني الله ثم اختار لنفسي دونه القيادة السليمة و الولاية الضرورية .

قال الامام الصادق (ع) في تفسير هذه الآية :

" يختار الله عز وجل الامام ، و ليس لهم ان يختاروا " (1)و في اصول الكافي عن الامام الرضا (ع) في فضل الامام و صفاته قال :

(5) " لقد راموا صعبا ، و قالوا إفكا ، و ضلوا ضلالا بعيدا ، و وقعوا في الحيرة اذ تركوا الإمام عن بصيرة " زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين " رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسول الله الى اختيارهم ، و القرآن يناديهم: " و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عما يشركون " و قال عز وجل : " و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله و رسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم " (2)[ سبحان الله و تعالى عما يشركون ]

و في الآية تأكيد على ان اختيار قيادة غير إلهية ، و التي تعرف بالتعيين المباشر ، أو من خلال المقياس المبدئية يعتبر نوعا من الشرك .


(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 136 .

(2) اصول الكافي / ج 1 / باب فضل الامام و حجته .


[ 69] و لا يحق لنا حينما نعرف القيادة الحقيقية ان نتركها الى غيرها بمختلف التبريرات ، أو بالهوى في مقابل النص و المقياس الإلهي ، فأننا مهما أخفينا الأسباب و الدوافع ، الا أن الله يعلمها .

[ و ربك يعلم ما تكن صدورهم ]

الأسباب الباطنية .

[ وما يعلنون ]

الأسباب الظاهرية .

[ 70] فاذا أردنا اختيار قيادة فلا نختار غير ما يريده الله لأنه الهنا ، فهو أولى بنا من أنفسنا ، و هذا معنى التوحيد .

[ و هو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى و الأخرة وله الحكم و إليه ترجعون ]فالذي خلق و احاط علمه بالغيب و الشهادة احاطت رحمته الخلق في المبدأ و المصير ، وهو المهيمن على شؤون الخليقة . انه الحميد الذي يختار لنا إمامنا الذي نطيعه .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس