بينات من الآيات
ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون [ 78] عندما نصح المؤمنون من قوم موسى قارون ، بان لا يفرح بماله ، و ان يسعى به نحو أهدافه الحقيقية ، و هو جعل الدنيا و سيلة للآخرة ، و ليس هدفا بذاتها .
[ قال إنما أوتيته على علم عندي ]
الثروة كانت نتيجة لجهودي ، و بالتالي فليس لزاما أن تعطى في سبيل الله لأنها ليست من عنده ، هكذا لم ير أي اثر للغيب في حصوله على الثروة ، بل لم يجد الغيب قادرا على ان يذهب به و بثروته جميعا ، هكذا طغى ، و اضحى من الفرحين بما أوتي ، لقد كانت نفسه ضيقةغمرها حب الثروة ، فحجبها عن سائر
(1) بحار الانوار / ج 1 / ص 189 .
الكمالات المعنوية ، بل و حجبه عن رؤية المستقبل ، و احتمال زوال هذه الثروة ، بل و هلاكه هو معها ، وحتى عن رؤية سائر نعم الله عليه التي لا أثر للثروة فيها .
و يعالج القرآن هذه النفسية المريضة بتوسيع أفقها لتنظر إلى التأريخ ، و يتساءل اين اولئك الذين كانوا يملكون القوة و الثروة ؟! و يقول :
[ أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة ]في الانصار .
[ و أكثر جمعا ]
في المال ، و ذلك بسبب فسادهم ، و لن يمنع الله الغنى أن يهلك أحدا .
[ ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ]
البعض يتصور أن بإمكانه تبرير انحرافه ، و لكن حينما ينزل العذاب فليس ثمة مجال لسماع التبريرات . هكذا يكون السير في الأرض ، و النظر في عواقب الأمم الغابرة ، و زيارة المقابر ، ودراسة حياة الأثرياء و السلاطين الهالكين افضل نجاة من غرور النعم و طغيانها.
|