قل كفى بالله بيني و بينكم شهيدا
هدى من الآيات هل هناك أكبر من الله و من شهادته ، و هو الذي يدبر شؤون السموات و الأرض ؟! كلا .. الله بكل عظمته و سلطانه شهيد على صدق رسالاته ، و كفى به شهيدا ، و الخاسر حقا هو الذي يؤمن بالباطل ، و يكفر بالله ( و برسالاته ) .
و يزعمون : أن دليل صدق الرسالات ينبغي أن يكون عذابا عاجلا لمن يكفر بالله ، و لا يعلمون انه لو جاءهم لا ينفعهم ايمانهم شيئا ، بل يأتيهم فجأة دون أن يشعروا ، ولا يعلمون ان العذاب الذي يطالبون به محيط بهم ، لولا انهم محجوبون عنه بظاهر من الحياة الدنيا، و حين ترتفع عنهم حجبهم يغشاهم من كل اطرافهم .
لابد من اخلاص الإيمان بالله للتخلص من عذابه ، ولا يمكن التبرير بغلبة سلاطين الجور و الكفر ، لأن أرض الله واسعة يمكن الهجرة في اطرافها ، و لا ينبغي الخوف من الموت لأن كل نفس ذائقة الموت ، و المرجع الى الرب .
و ليرغب العاقل في ثواب الله ، حيث هيأ للمؤمنين الذين يعملون الصالحات غرفا من الجنة خالدين فيها ، أو ليسوا قد صبروا على البلاء ، و لم يداخلهم اليأس لتوكلهم على الله ، و لم يخشوا قطع أرزاقهم لأن الله يرزق كل دابة ، كما يرزقنا وهو السميع العليم ؟!
( و الله يدعوهم لفطرتهم ) فلأن سألتهم من خلق السموات و الأرض تراهم يعترفون بأن الله هو خالقهما ، و مسخر الشمس و القمر ، فلماذا يسمحون للشيطان بإضلالهم ؟!
كذلك الله يبسط الرزق لمن يشاء ، و يضيق على من يشاء ، و هو محيط علما بكل شيء ، فلماذا نخشى الفقر و نكفر بالله طمعا في الغنى وهو الذي يدبر أمور الحياة ، فهو ينزل من السماء ماء ، و يحيي به الأرض من بعد موتها ، فله الحمد ، و لكن أكثر الناس لا يعقلون .
|