فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الايمان بين المجادلين و الحرفيين
هدى من الآيات

تبين آيات الذكر هنا جانبا من حقيقة الايمان ، و مواقف الناس تجاهه . فمنهم المجادلون ، و منهم الحرفيون الذين لا يصمدون امام الفتنة ، و منهم المؤمنون حقا الصالحون عملا .

و تشير الآية الاولى الى الحجة التي بدونها يصبح الجدال في الله باطلا . و هي العلم و الهدى ، او الكتاب المنير .

و من لا يملك حجة فهو غير مؤمن ، بل مستكبر عن الحق يثني عطفه و يسعى لاضلال الناس عن سبيل الله ، و جزاؤه الخزي في الدنيا حيث يشمله الصغار و الهوان . اما يوم القيامة فله عذاب الحريق ، جزاءا وفاقا بما جنته يداه .

امــا الذين لم تترسخ في افئدتهم حقيقة الايمان التي تقاوم الفتن ، و تتحدى الضغوط ، فتراهم يعبدون الله على طرف السبيل ، تطمئن نفوسهم اذا اصابهم الخيربايمانهم و ينقلبون الى هاوية الجحود ان اصابتهم الفتنة و تعرضوا لضغط . فيخسرون الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين .

ان هؤلاء يميلون مع رياح السلطة و الثروة فيدعون من دون الله مالا يضرهم و لا ينفعهم ، من اصنام حجرية أو بشرية - ذلك هو الضلال البعيد .

بلى انهم يضرون انفسهم بدعوة الاصنام التي هي قيادة سوء و صحابة سوء . أما الذين يعبدون الله باطمئنان و سكينة ، و يتحدون الفتن و الضغوط ، فلهم من ربهم الجزاء الحسن ، جنات تجري من تحتها الانهار ان الله يفعل ما يريد .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس