العفة سور المجتمع [3] [ الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك ]
من طبيعة الحياة الاجتماعية ان الشرفاء من الرجال او النساء - لا فرق - ، لا يبحثون الا عن نظائرهم ، بينما نجد عكس ذلك لدى الهابطين خلقيا من الناس ، الذين يبحثون عن امثالهم ، لذا و لخطورة الاختلاط ، فان الله يريد فصل مجموعة الزناة و الزانيات عن المجتمع ، ليحصنه بسور العفة و الشرف . و لعل في ربط كلمة الشرك بالزنا ، اشارة الى ان الزنا نوع من الشرك الخفي ، أو ليس ينطوي على عبادة الشهوات و الهوى ؟
[ و حرم ذلك على المؤمنين ]
لقد جاءت في هذه العبارة القرآنية رواية مأثورة عن الائمة (ع) ، في أنه يحرم نكاح الزانية أو الزاني و لذلك يجب على المؤمنين الابتعاد عن مجاميع الزناة ، نعم اذا تاب الزاني أو تابت الزانية جاز نكاحهما .
فقـــد روى محمـــد ابن مسلم عن الامام ابي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل : " الزاني لا ينكـــح إلا زانية أو مشركة " قال : هم رجال و النساء كانوا على عهد رسول الله ، مشهورين بالزنا ، فنهى الله عن اولئك الرجال و النساء ، و الناس اليوم على تلك المنزلة ، من شهر شيئا من ذلك أو أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتى(1) نور الثقلين / ج 3 - ص 570
تعرف توبته . (1)
و لعل معنى كلامه (ع) و الناس اليوم على تلك المنزلة ، ان سيرة الرسول تجري على الناس اليوم ايضا .
|