فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و انكحوا الأيامى منكم و الصالحين
هدى من الآيات

استمرارا للحديث الماضي عن الحدود الشرعية للغريزة الجنسية ، و بعد ان بين القرآن حرمة الزنا و القتل ، و حرمة دخول البيوت الا بعد الاستئناس و السلام ، يبين هذا الدرس حدا آخر لها هو حرمة النظر و ضرورة الحجاب ، و ما يحويه هذا العنوان ، من موضوعات هامة.

و انما فرض الاسلام الحجاب ليحدد الاثارة الجنسية في القنوات الشرعية النافعة لها ، و ليحافظ على عفة المرأة و كرامتها ، و ليهبها موقعا مناسبا في المجتمع ..

و يسمح الاسلام للمرأة بالحرية في أسرتها الصغيرة أو العائلة الكبيرة .. اي لدى زوجها او الاب و الابن و الاخ و ابناء الاخ و الاخت و اباء الزوج ، و بالتالي كل من يحرم عليها بالنسب أو السبب الزواج منها .

و لكن هل يجوز للمرأة باعتبارها ( امرأة ) التبرج أمام كل النساء ؟


كلا .. فقد حدد الاسلام بقوله " أو نسائهن " النساء اللاتي يجوز للمرأة التبرج امامهن ، فلا يجـوز لها التبرج امام غير المؤمنات و هذا ما نصت عليه النصوص الاسلامية .

اما بالنسبة لغير ذوي الاربة من الرجال كالبله ، و المجانين ، فمن حق المرأة الا تلتزم بالحجاب امامهم ، لان الهدف منه كما تقدم تحديد ( الاثارة الجنسية ) في المجتمع ، وبما ان هؤلاء قد ماتت الغريزة فيهم تقريبا ، فلا باس بالتبرج أمامهم ، و كذلك بالنسبةللاطفال الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال و لما يميزوا .

و بعد ان حدد الاسلام الغريزة الجنسية ، صار يشجع على الزواج ، ولولا ان الغريزة الجنسية هي من اقوى الغرائز الدافعة للانسان ، لما تحمل أحد مسؤوليات الزواج ، اننا نرى الكثيرين يتحملون الكبت الجنسي هربا من القيام بمسؤولية الزواج ، فلو وجدت في المجتمع قنوات أخرى لتفريغ هذه الغريزة لم يقدم الكثير على تحمل مسؤولياته .

و حينما دعى الاسلام الى الزواج عالج المشاكل النفسية التي تعترضه ، و اهمها الخوف من المسؤوليات التي من أبرزها مسؤولية الانفاق ، و تأمين العيش للاسرة ، حيث يعد الله المتزوجين بان يبارك لهم ، و يبعث لهم بالرزق على قدر الحاجة ، و هذا ما تقتضيه سنته سبحانه و تعالى ، ذلك لأنه انما يتكاسل الانسان حينما لا يشعر بالحاجة . و لكنه عند الحاجة يفجر طاقاته ، ويرزقه الله تعالى .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس