فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بين القيادة الرسالية و الامة المؤمنة
هدى من الآيات

في ختام هذه السورة التي تتحدث عن الاسرة الفاضلة ، و عن القيم التي ينبغي ان تنمو فيها ، و التي من أبرزها الطاعة لولي الامر انطلاقا من الطاعة للقيم الحق ، يؤكد ربنا في هذه الآيات الكريمة على ضرورة الطاعة للقيادة الرسالية في القضايا الاجتماعية المختلفة .

فاذا كان المسلمون مجتمعين على أمر كالحرب أو البناء أو اي عمل آخر فلا يجوز لأحد منهم ان يسلل من الاجتماع في خلسة و يذهب لأعماله الخاصة ، حتى ولو كانت هناك حاجة تدعوه الى ذلك ، لان حاجة المجتمع أهم من حاجته الشخصية .

نعـم له ان يستأذن القيادة ، فاذا أذنت له فليذهب والا فلا .. و القيادة - بدورها - تستطيع ان تاذن لمن شاءت اذا عرفت الكفاية في الباقين ، و مع ذلك تستغفر القيادة له ، لأن استئذانه في مثل هذا الوقت نوع من الذنب ، إذ هو هروبمن المسؤولية الاجتماعية .

وبعدئذ يؤكد القرآن على ضرورة تمييز الرسول عن الآخرين باعتباره القائد ، و المبلغ للرسالة ، مما يجعله شخصية ذات تأثير فعال في فرض الاوامر و التعليمات ، و يحذر بشدة اولئك الذين يخالفون عن أمره بأن تصيبهم فتنة ، و أبرز الفتن سيطرة الطغاة ، أو عذاب اليم في الآخرة .

و يحذرنا الله نفسه ، أو ليس له ما في السموات و الارض ، و هو عالم بما نحن عليه من خير أو شر ؟! و حين نعود اليه يخبرنا باعمالنا و هو بكل شيء عليم ، فلماذا التبرير و النفاق و الخداع الذاتي ؟


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس