فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الحركة الرسالية و أساليب الدعوة
هدى من الآيات
في طريق الانسان الى ربه عقبات ولابد من تصفيتها :
اولا : الاستهزاء ( أو انعدام الاحساس بالمسؤولية ) .
ثانيا : الرجعية ( و الحنين الى سيرة القرون الأولى ) .
و تعالج آيات هذا الدرس هذه العقبات :
أول كلمة قالها الله لموسى و هارون ( عليهما السلام ) حينما أمرهما بدعوة فرعون الى الهدى هي : " إنه طغى " ، و طغيان فرعون جاء من إحساسه بالاستغناء ، فكلما أحس الانسان بعدم الحاجة ، و زعم إن حاجاته تتحقق يطغى ، فأمر الله سبحانه و تعالى موسىو هارون (ع) بمعالجة الطغيان عن طريق التذكرة و التوجيه ، و بيان حاجة فــرعون الحقيقية ، بالرغم من زعمه بعدم الحاجة ، ثم عالج السياق العقبة الثانية ، الاستهزاء ببيان ان الجزاء لواقع ، وان الانسان لمسؤول عن مواقفه ، لان الانسان لا يبالي مادام لا يعلم إنعليه جزاء ، أما إذا عرف انه سوف يجزى بمواقفه ، فسوف يعود الى رشده .
أما العقبة الثالثة و هي الحنين الى الماضي ، و الخوف من تطويره ، فقد عالجها القرآن الحكيم ببيان إن كل الحياة ماضيها و حاضرها و مستقبلها محكومة بارادة الله ، وإن تدبير الله و تقديره و قضاءه يحيط بالحياة احاطة كاملة ، و ان القرون الماضية لا يجب أن تقدس تقديسا مطلقا ، بل إن علمها عند الله ، فاذا كانت تلك القرون في طريق الحق فهي لأجل الحق مقدسة ، أما اذا كانت في طريق الباطل فعليها لعنة الله لانها لم تتبع الحق .
هذا ولقد جاءت رسالات الله لتعالج أيضا كل عقبة أو شذوذ في حياة البشر ، إن فرعون كان قد استعبد بني إسرائيل كعنصر مخالف لعنصره ، فعالج القرآن هنا هذه العقبة أيضا ببيان إن بني إسرائيل يجب أن يتحرروا ، و بالرغم من ان هذه العقبات ذات أبعاد مختلفة ، بعداجتماعي ، و بعد سياسي ، و بعد ثقافي و .. و .. الخ ، لكن الآيات الكريمة في سورة طه - كما يبدو - تركز الضوء على البعدين النفسي و الثقافي أكثر من أي بعد آخر .