فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
[ 74] [ إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ]
الذي يستمر في جريمته الى حين لقاء ربه فان مصيره جهنم . و التعبير " فان له جهنم " يوحي بأن المجرم يشتري جهنم بعمله الطالح ، حتى تصبح ملكا له فعلا .
و كم هو المكوث في النار ، حيث يبقى المجرمون بين الموت و الحياة ، يتجرعون العذاب ، و يذوقون الألم !؟
جاء في الأحاديث : يأتي أهل النار الى مالك يتوسلون إليه - بذلة - سبعين سنة ، حتى يخفف عنهم العذاب فيرفض ، فيقولون له : إذا لا نريد الحياة ، و لكنه لا يجيبهم الى حين ، ثم يأتيهم النداء انكم ها هنا ماكثون ، فييأسون و يطلبون من مالك أن يأذن لهم بالبكاء على ما فرطوا في جنب الله ، فيأتيهم الأذن فيبكون على أنفسهم ألف سنة .
[ 75] و على العكس من ذلك تماما هو حال المؤمنين :
[ ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات ]
فالايمان المستمر حتى لقاء الله ، و المقرون بعمل الصالحات ثمن الجنة .
[ فأولئك لهم الدرجات العلى ]
فكل صالحة من العمل بدرجة من الجنة ، و كلمة الدرجات جاءت هنا بازاء كلمة الصالحات ، و في الخبر أن ما بين الدرجة و الأخرى كما بين السماء و الأرض .
[ 76] [ جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ]و الخلود من أسمى طموحات الانسان .
[ وذلك جزاء من تزكى ]
ان أعظم و أصعب مسؤولية على البشر في هذه الدنيا ، هي أن يزكي نفسه من آثار الشرك ، من البخل ، و الكسل ، و الضجر ، و الخوف من غير الله ، و .. و .. والذي لا يزكي نفسه في الدنيا يمكث بنسبة رذائله و انحرافاته في جهنم ، لأن الجنة لا يدخلها الا المطهرون ،و السبيل الى الطهارة أما هو التزكي في الدنيا ، أو النار في الآخرة .
[ 77] بعد التحدي بانتصار موسى على فرعون ، و الحقيقة على السحر ، أوحى الله الى موسى بالخروج .
[ و لقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ]
الساري هو المسافر بالليل ، أما السارب فهو المسافر في وضح النهار ، و أمر الله موسى أن يسير ببني اسرائيل ليلا ، حتى لا يشعر به فرعون ولا جنده الا وقد فات الأوان ، و هذه من رعايته لعباده .
تى لقاء الله ، و المقرون بعمل الصالحات ثمن الجنة .
[ فأولئك لهم الدرجات العلى ]
فكل صالحة من العمل بدرجة من الجنة ، و كلمة الدرجات جاءت هنا بازاء كلمة الصالحات ، و في الخبر أن ما بين الدرجة و الأخرى كما بين السماء و الأرض .
[ 76] [ جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ]و الخلود من أسمى طموحات الانسان .
[ وذلك جزاء من تزكى ]
ان أعظم و أصعب مسؤولية على البشر في هذه الدنيا ، هي أن يزكي نفسه من آثار الشرك ، من البخل ، و الكسل ، و الضجر ، و الخوف من غير الله ، و .. و .. والذي لا يزكي نفسه في الدنيا يمكث بنسبة رذائله و انحرافاته في جهنم ، لأن الجنة لا يدخلها الا المطهرون ،و السبيل الى الطهارة أما هو التزكي في الدنيا ، أو النار في الآخرة .
[ 77] بعد التحدي بانتصار موسى على فرعون ، و الحقيقة على السحر ، أوحى الله الى موسى بالخروج .
[ و لقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ]
الساري هو المسافر بالليل ، أما السارب فهو المسافر في وضح النهار ، و أمر الله موسى أن يسير ببني اسرائيل ليلا ، حتى لا يشعر به فرعون ولا جنده الا وقد فات الأوان ، و هذه من رعايته لعباده .
و بالرغم من أن بني اسرائيل يصل عددهم الى ( 700) ألف ، الا أن واحدا منهم لم يفش السر ، و لذلك سماهم الله ( عبادي ) ، فقد كانوا مخلصين يستحقون أن يجعل الله لهم في البحر طريقا يبسا ، و يخلصهم من فرعون و جنده .
[ فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ]
لما ضرب موسى البحر بعصاه انفلق و صار كل جانب منه كأنه الجبل ، و بينهما طريق يابس يصلح للسير عليه .
[ لا تخف دركا ]
أي لن يدركوك .
[ ولا تخشى ]
لا تخاف من الغرق .
[ 78] [ فاتبعهم فرعون بجنوده ]
لما طلع الصباح و اتضح الأمر ركب فرعون و جنوده دوابهم ليلحقوا بموسى و بني اسرائيل ، و لما وصلوا البحر وجدوا موسى (ع) و بني اسرائيل قد عبروا خلال البحر ، فدخلــوا خلفهم ، و قد أعماهم الحقد و التكبر ان يلتفتوا الى هذه المعجزة الالهية ، فغشيت الأمواجفرعون و جيشه و غرقوا .
[ فغشيهم من اليم ما غشيهم ]
يوحي هذا التعبير القرآني بأن الموقف الذي مر به فرعون و جنوده بلغ من الهول و الرعب ما يفوق كل وصف ، بلى إن منظر جبال الأمواج البحرية الهائلة وهي تبتلع مئات الألوف من الرجال و الدواب إن هذا المنظر يفوق الوصف فعلا .
[ 79] و العبرة التي نستخلصها من ذلك الموقف ، تتلخص في الآية الكريمة :
[ و أضل فرعون قومه وما هدى ]
ان النهاية المأساوية كانت بسبب ضلال الحاكم ، و اتباع الناس له في ضلالته .
[ 80] و حتى لا يطغى بنو اسرائيل ، او ينسوا نعمة الله عليهم ، يذكرهم الله قائلا :
[ يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم و وعدناكم جانب الطور الايمن ]الأمن أساس أولي لأي حضارة ، بينما الوحي هو القيم و التشريعات الحضارية التي تحقق العز و الفلاح و .. و .. للأمة .
وقد من الله بهما على بني اسرائيل إذ أنجاهم و واعدهم جانب الطور .
[ و نزلنا عليكم المن و السلوى ]
المن هو الحلوى ، و السلوى طير مشوي ، كانا ينزلان عليهما من السماء .
[ 81] نعمــة الله هدفها سعادة البشر ، و لكن قد تكون عاملا لانحرافه و انفلاته ، لذلك حذر الله بني اسرائيل قائلا :
[ كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ]و غضب الله هو عذابه الشديد في الدنيا و الأخرة .
[ ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ]
و تعالى الله أن يغضب و يطرأ عليه التغيير مثلنا نحن البشر ، انما هو العذاب ، و من يصيبه فكأنما يهوي من على قمة الجبل الى واديه ، و ليس هذا التمثيل الا للتقريب ، و الا فالواقع أدهى و أمر .
[ 82] [ و إني لغفار لمن تاب و ءامن و عمل صالحا ثم اهتدى ]من طبيعة الانسان أن يطغى حين يحس بنعم الله عليه " ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى " ، ولكن سبيل التوبة و العودة الى الصواب مفتوح امامه ، حينما يتورط في ذلك بسبب غفلته ، و نسيانه ، و .. و .. وآنئذ سيجد ربه غفارا لو كانت توبته كما تذكر الأية .. ( تاب ) عن ذنبه ( و آمن ) بالله صادقا " و عمل صالحا ثم اهتدى " و كان عمله بحيث ينتهي به الى الهداية .
و في بعض الروايات ان الهداية هنا بمعنى الولاية ، فينبغي للانسان أن يؤمن بالله ، و يعمل صالحا بعد التوبة ، و ان يبحث عن القيادة الرسالية ، ذلك انه لا يكمل الايمان و العمل الصالح الا بالولاية ، و معرفة القائد ، لأن الامام الذي يهدي الى سبيل الرشاد يكون عكس فرعون الذي أَضل قومه وما هدى ، و هذا هو سبيل التوبة النصوح ، و هو المعنى الحقيقي لكلمة الشفاعة .