فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الكلمة البالغة
[36] و هكـذا بعث الله الرسل بكلمة بالغة الوضوح : عبادة الله و رفض الطاغوت .

[ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ]الطاغوت يفرض نفسه على الناس و لا يكفي السكوت عنه ، بل انه رجس يجب الإجتناب عنه ، يجب التحصن منه ، يجب الحذر ، يجب التمرد و الثورة عليه ، إذا لم يفوض الله أمر العباد اليهم ليختاروا لأنفسهم حكومتهم ، أو ليسكتوا ان شاؤوا عمن يريد استغلالهم و تضليلهم، كلا .. بل اتم حجته عليهم بان بعث في كل أمة رسولا يأتمون به ، و يتفاعلون مع بعضهم ، حتى لا يبقى أحد منهم يقول لم أكن أعلم .

و لكنه لم يشأ ان يكرهم على قبول الهداية .

[ فمنهم من هدى الله و منهم من حقت عليه الضلالة ]

الذي يهتدي فالله يهديه و لكن بعد ان يختار ذلك ، و الذي يضل فالله يضله و لكن بعد ان يختــار ذلك ، لذلك قال ربنا : " حقت عليه الضلالة " أي وجبت ضلالته بعد أن أختار ذلك ، و كل يتحمل مسؤوليته .

[ فسيروا في الارض فأنظروا كيف كان عاقبة المكذبين ]فلو ان الله يرضى لعباده الكفر ، إذا لم يعذب الكافرين ؟!

[37] و مرة أخرة يؤكد ربنا ان الهدى ليس جبرا من الله ، و لذلك فلا ينتظر أحد ان يأتي نبي يكرهه على الهداية ، و لا يقولن اذا لم يأت من يجبره فما تقصيري . كلا .. انت مسؤول ، و الرسول ليس مسؤولا عنك .

[ إن تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل و ما لهم من ناصرين ]فلا يسلوا أنفسهم بهذه التبريرات ، ولا ينتظروا أحدا لينصرهم ، كلا لا أحد ينصرهم ، الله وحده هو الناصر ، و أنت اذا اهتديت اليه حصلت على سعادتك المنشودة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس