فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


إنما هو إله واحد
هدى من الآيات

ان الذين يعملون السيئات بمكر ، و يعالجونها بأفكارهم معالجة ، ينبغي الا يأمنوا من مكرهـــم ، فقد يخسف الله بهم جانبا من الأرض ، أو يتعرضون للعذاب من حيث لم يتوقعوا ، أو يحيط بهم عذاب الله و هم يبحثون عن المعاش في البر و البحر ، فلا يستطيعون رد العذاب عن أنفسهم ، أو يأخذهم الله بعذابه و هم متيقظون في كل وعيهم فلا يستطيعون رده ، و لكن الله يؤخر عنهم العذاب لأنه رؤوف بهم رحيم .

و لماذا يمكرون السيئات ؟ لماذا لا يعبدون ربهم ؟ أو لا يرون الى خلق الله أنى نظـروا كيــف يتحول ظلاله عن اليمين الى الشمائل ، و كل هذا الخلق يسجدون لله خاضعيــن ، بلـى كل ما في السماء ، و كل ما في الأرض يسجد لله ، من الأحياء و الملائكة ، دون ان يستكبروا شيئا ، و هم يخافون ربهم ان يأتيهم عذابه من فوقهم ، و لذلك يطيعون الله في كل ما يأمرهم به .

أما الناس فبعضهم يتخذون الشركاء من دون الله ، بينما أمرهم الله الا يعبدواالهين اثنين ، لأنه لا اله إلا الله الها واحدا ، ينبغي ان يرهب جانبه ، و ان لله كل شيء في السماوات و الأرض ، و له الحاكمية الواجبة ، فلماذا يحذرون غير الله فيعبدونه ؟! بينما النعم منه و عند النعم يستغيثون اليه ، و لكنهم اذا كشف الضر عنهم يشركون بالله ،كافرين بما آتاهم الله من خير و من كشف الضر ، فدعهم إذا يتمتعون فسوف يعلمون غدا مصيرهم المحتوم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس