فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
الحاكمية الإلهية
[45] الله هـو الحاكم ، و له الدين الواجب ، أما الذين يشرعون لأنفسهم الأنظمة الباطلة ، ويبتدعونها بقوة خيالهم ، من أجل الوصول الى أهدافهم السيئة التي يخططون للوصول اليها تخطيطا واعيا ، فانهم لا يأمنون عذاب الله .
[ أفأمن الذين مكروا السيئات ]
أي مكروا مكرا يعملون به السيئات ، فالهدف كان شيئا ، و لكنهم استخدموا حيلتهــم الشيطانية للوصول اليها ، فهم أكثر ذنبا ممن يعمل السيئات مخطأ أو حسب الصدفة ، فهل أمن هؤلاء مكر الله ؟ مثلا :
[ أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ]من فوقهم أو من اطرافهم .
يقول العلامة الطباطبائي : هذه الآية و الآيتان بعدها إنذار و تهديد للمشركين ، و هم الذين يعبدون غير الله سبحانه ، و يشرعون لأنفسهم سننا يستنون بها في الحياة ، فما يعملون من الأعمال مستقلين فيها بأنفسهم ، معرضين عن شرائع الله النازلة منطريق النبــــوة ، استنــادا الى حجج داحضة ( واهية ) اختلقوها لأنفسهم ، كلها سيئات . و أضاف قائـــلا : السيئات مفعــول مكروا بتضمينه معنى عملوا : أي عملوا السيئات ماكريــن . (1)و كلمة الدين واصبا في السياق تدل على ما استوحاه العلامة الطباطبائي من معنى التشريع في الشرك .
[46] و البشر بحاجة الى الكسب ، و الإكتساب محفوف بالأخطار ، و الله سبحانه يحفظ الانسان حين يسعى لرزقه ، و لكنه اذا شرع لنفسه قوانين باطلة لسعيه ، فقد يتركه الله فريسة للأخطار .
[ أو يأخذهم في تقلبهم ]
أي في سيرهم في البر و البحر لإكتشاف الرزق .
[ فما هم بمعجزين ]
لا يهربون من ملاحقة العذاب ، و لا يفلتون من يد العقوبة .
|