فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
آيات الخلق و حقيقة العبودية
[48] لماذا الشرك بالله العظيم ؟ أو ليس الكون كله ساجد لله ، خاضع لمشيئته ؟!
[ أو لم يروا إلى ما خلق الله ]
أو لا يرون ناظرين ما خلق الله من أشياء !!
[ من شيء يتفيؤ ظلاله ]
أي يتحرك ظلاله من اليمين الى اليسار .
يقول الطبرسي : التفيؤ التفعل من الفيء ، يقال فاء الفيء يفيء اذا رجع و عاد بعدما كان ضياء الشمس قد نسخه ، ويضيف قائلا : الفيء ما نسخه ضوء الشمس ، و الظل ما كان قائما لم تنسفه الشمس ، و يستنتج من ذلك ان معنى الآية يتميل ظلاله عن جانب اليمين و جانب الشمال .
[ عن اليمين و الشمائل ]
و ربما جاء السياق بلفظ اليمين مفردا بينما جمع الشمائل ، لأنه قد اتخذ جانب اليمين مبدأ الحركة ، بينما جعل جانب الشمال مآلها ، و الحركة تبدأ من مكان و لكنها تسير في اماكن مختلفة .
[ سجدا لله و هم داخرون ]
كل شيء يسجد لله داخرا خاضعا صاغرا ، بالرغم من أننا نراها و كأنها واقفة ، حيث لا يتحرك الا ظلاله فقط ، و لكنها في الواقع تسجد لله ، تسبحه و تستجيب أوامره ،و في السجود معنى لا نفهمه من الخضوع و هو معنى الفعل .
[49] و كما الأشياء الجامدة التي تتحرك حولها الظلال و هي جامدة ظاهرا ، لكنها تسجد لله ، كذلك الأحياء في الأرض و الملائكة في السماء .
[ و لله يسجد ما في السموات و ما في الأرض من دابة و الملائكة و هم لا يستكبرون ]بالرغم من عظمتهم بالنسبة الينا نحن البشر الذين نستكبر و نتحدى ارادة الله .
[50] و كل شيء يخشى ربه الذي يشعر انه فوقه قاهره .
[ يخافون ربهم من فوقهم ]
العــذاب يأتي من فوق و كذلك الثواب ، يقول ربنا : " و في السماء رزقكم و ما توعدون " و هذا هو شعور الفرد أيضا تجاه ربه المحيط به علما و قدرة ..
[ و يفعلون ما يؤمرون ]
[51] و يبقى الانسان بين الخلق أجمعين يخضع لما هو خاضع لله ، يخضع للشمس و القمر و النجوم ، يخضع للأنوار و الأشجار و الأحجار ، يخضع للثروة ، و القوة و الدعاية .
[ و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد ]فلماذا نرهب جانب الطبيعة ، حتى نعبدها ، و لماذا نرهب الطاغوت حتى نستسلم له ؟! ألا فلنخشى ربا واحدا صمدا .
[ فإياي فارهبون ]
" و مــن خاف ربه اخاف الله منه كل شيء ، و من لم يخف ربه أخافه الله من كل شــيء "إن أكثر ما تتم العبادة من جانب البشر للأشياء ، انما تتم بسبب الهيبة و الرهبة ، الا فلتسقط هيبة الطبيعة الا فلنرهب ربها ! و خالقها فقط !!
|