فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


تجاوز الخوف شرط العبادة
[52] و اذا تجاوزنا الخشية من الطبيعة ، و تحررنا من رهبتها أسلمنا الوجوه لرب العالمين ، و خضعنا لحاكميته و سيادته القانونية ، و بالتالي لدينه الواجب .

[ و له ما في السموات و الأرض ]

و من بيده ناصية الطبيعة له السيادة التشريعية .

[ و له الدين واصبا ]

قال الطبرسي : و صب الشيء و صوبا إذا دام ، و وصب الدين وجب . (1)[ أفغير الله تتقون ]

لماذا نتحذر ممن لا سيادة له ؟

إن السيادة لله ، و ان التشريع الذي يعكس هذه السيادة هو لله ، و ان مخالفة تشريعه و سيادته هي ما نحذر منه .

[53] و عمليـــا نحن بحاجة الى الله في كل صغيرة و كبيرة ، فما من نعمة الا و هي لله ، و عند فقدها نستغيث به ليعيدها علينا . فله السيادة أم لغيره ؟!


(1) مجمع البيان / ص 365 - ج 6 .


[ و ما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون ]الجؤار : الإستغاثة برفع الصدمة .

[54] و لكنه ما ان يرفع الضر حتى تعود حجب الشرك تفصل بين قلب البشر و ربه .

[ ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ]و الشرك هنا قد يعني الخضوع لقانون غير قانونه ، إن لحظات الحاجة هي أكبر شاهد على سفاهة الشرك ، لأننا آنئذ نرى بوضوح شديد عجز الشركاء ، فهل الطاغوت و السلطة السياسية الفاسدة التي تخضع لها هي التي تنقذ من امواج البحر حين تكاد تبتلع السفينة ؟!

أم ان الثروة و الأثرياء تقدر ان تنقذ طفلنا المشرف على الهلاك في غرفة العناية القصوى ؟! مـن الذي نتوسل اليه آنذاك ؟ أو ليس الله ، فلماذا نعود و نخضع لقانون البشــر ؟!

[55] إن ذلك كفر بنعم الله التي وهبها الله لنا .

[ ليكفروا بما ءاتيناهم ]

و الشكر هو الذي يدعم النعم ، أما الكفر بها فصاحبه ينتظر اليوم الأسود .

[ فتمتعوا فسوف تعلمون ]

فان المتعة اليوم ، تستتبع ندما طويلا طويلا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس