فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
لله المثل الأعلى
هدى من الآيات
إن الشرك يقتضي أن يتنازل البشر عن جزء من نعم الله عليه لمصلحة الالهة التي يزعم ان لها تأثيرا حقيقيا عليه ، و لا يحق له ذلك و هذا كذب على الله يتحمل المشرك مسؤوليته غدا .
و ينسبــون الى ربهم الأمثال السيئة ، فمثلا لأنهم يكرهون البنات ، يجعلون لربهم البنات ، بينما يجعلون لأنفسهم الذكور الذين يشتهونهم ، فحين يبشر أحدهم بمولود أنثى ، يبقى وجهه مسودا لزيادة الغضب الذي يكظمه ، و تراه يتخفى عن الناس ، و هو متردد هل يخفيابنته في التراب أم يبقي عليها على ذلة و هوان ؟
و ساء ما يصفون به ربهم . انهم لإفتقارهم الى مقياس الحق ، و ذلك بسبب كفرهم بالآخرة ، يتخذون أسوأ القدوات لأنفسهم .
فدعهم في غيهم - بالرغم من نسبتهم السيئة لله - فإن الله لو أخذ الناس كلماظلموا أنفسهم ، لما ترك عليها من دابة ، و لكنه - و لحكمة - يؤخرهم الى أجل مسمى ، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون .
و تراهم يصفون ربهم بما يكرهون لأنفسهم ، و يزعمون أن لهم الحسنى بينما ليس لهم إلا النار ، و انهم مجموعون إليها ، و هذا ليس خاصا بهم ، فلقد بعث الله الأنبياء بهذه الرسالة للناس ، فزين لهم الشيطان أعمالهم ، و هو وليهم اليوم و لهم عذاب أليـــم .
|