فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
الشرك عبودية و ذل

[56] الشرك عبودية و تقيد ، و فقدان لإستقلال البشر و حريته أمام قوى الطبيعة أو القوى الاجتماعية ، و يتجسد الشرك في الأغلال التي يضعها الإنسان لنفسه باسم الأنظمة و القوانين و يقيد بها حياته ، و عادة ما يقدس البشر هذه الأنظمة .

و بكلمة : الشرك هو تنازل طوعي عن رزق الله لمصلحة الطبيعة أو لمصلحة مراكز القوى .

[ و يجعلون لما لا يعلمون ]

من الأصنام ، و رؤساء القبائل ، و قادة الأحزاب ، و قوى التسلط ، و كلما لا يعلم الإنسان ان الله أمر باتباعها ، و ان في اتباعها مصلحة الإنسان الحقيقية ، يجعل المشركون لهؤلاء ..

[ نصيبا مما رزقناهم ]

أي جزء من نعم الله ، و ذلك بسبب جهلهم بواقع الأصنام الحجرية و البشرية ،و انها لا تملك لهم شيئا ، و الله لا يرضى أن يتنازل البشر عن حريته و كرامته و عن حقوقه شيئا ، لأنه هو الذي رزقه له لا لغيره .

[ تالله لتسئلن عما كنتم تفترون ]

[57] للحياة مثلان ، و فيها خطان ، الأول : مثل القيم السامية الكريمة ، و خط القوة و العلم و الحريــة ، و الثاني : مثل الشهوات و الأهواء ، و خط الضعف و الجهل و العبوديــة .

و المشرك يجعل نفسه محور عقيدته ، فيقيس العالم كله بما يشتهيه و يهواه ، و تنقلب عنده المعايير ، و يتخذ مثله من أرذل المثل ، كما يتبع خط الضعف و الجهل و العبودية .

إنــه يصبـح أنانيا الى درجة ينسب كل خير الى نفسه و ينسب الى ربه تعالى الكذب ، و بالرغم مــن أن الخيــر و الشــر عنده ليسا هما الخير و الشر في الواقع ، إلا أنه ينسب الى ربه ما يراه هو شرا . إنك تراه ينسب الى الله البنات اللاتي يزعم أنهن منقصة لأبيهن و لكنه يرفض أن تكون له البنات ، و يبحث دائما عن الذكور ، فإذا افترضنا - جدلا - ان البنين خير فلماذا لا تنسب الخير لربك ، بل لنفسك فقط ؟!.

[ و يجعلون لله البنات سبحانه و لهم ما يشتهون ]

من الأولاد .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس