فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
مكانة المرأة في الجاهلية
[58] بينما الواحد منهم يشتد غضبه إذا أخبر بانه رزق مولودا أنثى .
و هذا مثــل من واقع المشرك الذي يحرم نفسه من أفضل نعم الله من ريحانته من الدنيا ، من بهجة البيت ، من البنت النظرة ، بسبب جهله و شركه و خضوعه للأعراف الجاهلية ، انه حكم سيء جدا .
ولقد كانت عادة وأد البنات من أسوأ العادات الشركية ، و أول ما بدأ لهم ذلك أن بني تميم غزوا كسرى فهزمهم ، و سبى نساءهم و ذراريهم ، فأدخلهن دار الملك ، و أتخذ البنات جواري و سرايا ، ثم اصطلحوا بعد برهة و استردوا السبايا فخيرن في الرجوع الى أهلن ، فامتنعن عدة من البنات ، فاغضب ذلك رجال بني تميم فعزموا ألا تولد أنثى إلا وأدوها و دفنــوها حية ، ثم تبعهم في ذلك بعض من دونهم ، فشاع بينهم وأد البنــات . (1)[ و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا ]
من شدة الحنق و الغضب .
[ و هو كظيم ]
يكظم غيظه لأنه لا يجد من ينفس عنه غيظه .
[59] و يتهــرب من الناس خجلا ، و لكي يختلي الى نفسه و يفكر في حل لمشكلته ، فهل يدفن أبنته حية في التراب ، أم يبقيها و يتجرع الهوان و الذل على نفسه ؟
[ يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون ]أي يحتفظ بالمولود بما فيه من ذل و هوان .
[ أم يدسه في التراب ]
أي يخفيه في التراب .
[ ألا سآء ما يحكمون ]
(1) الميزان / ج 12 - ص 277
|