فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


عبادة الذات جذر الإنحراف
[60] و الجاهلي الذي لا يؤمن بوجود مقياس للحق غير ذاته ، حيث يجعل أهواءه و شهواته و نزعاته الفردية و الإقليمية ، و الإستكبار على الناس ، و ظلمه للضعفاء ، و يجعل خيالاته و أساطيره الموروثة ، يجعل - بالتالي - كلما يتصل بجانب الضعف و العجز و الاستسلاممثلا أعلى لنفسه ، لأنه لا يرى أن هناك يوما يطبق فيه الحق بلا لبس و لا خداع ولا نقيصة ، فلماذا البحث عن الحق ؟ و لماذا يجعله أساسيا لحياته ، و مقياسا لتقييم الأشياء ؟

و شيئا فشيئا يرحل عن قلبه ذلك الضوء الذي كان يهديه أبدا للحق ، فلا تبقى في قلبه إلا ظلمات الشهوات .

[ للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء ]

و هذه الآية الكريمة تشهد بما شهدت به الآية الأخر في سورة ( ص ) : " فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى ، فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " . (1)فلقد كان نسيان الحساب و يومه سببا للضلالة .


(1) سورة ص / 26


[ و لله المثل الأعلى و هو العزيز الحكيم ]

إن أعلى مثل يتطلع لتحقيقه البشر ، هو الوصول إلى القوة و الفضيلة ، لكي يحقق الفضيلة بما يملكه من قوة ، و الله عزيز و حكيم ، و من يتبع مثل الله فهو يصل إلى العزة و الحكمة بإذنه .

و القرآن يهدي بهذه الكلمة الى ما يحب به كل منا بوجدانه ، إذ أن هناك خطان خط الهدى و العقل ، و خط الظلم و الطغيان . و من يؤمن بالآخرة سيصل بايمانه بيوم الحساب الى الخط الأمثل .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس