فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
حكمة الأجل
[61] و لكن لماذا يترك الله العزيز الحكيم الناس يخالفون الحق ، بل ينسبون الى الله الأمثـــال السيئة ؟ أفلا يدل ذلك على رضا الله بما يفعلون ؟ كلا .. انما هي حكمته و رحمتــه .
[ و لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ]إن كل دابة في الأرض تظلم في أي وقت و بالنسبة إلى أي شيء ، تكفي سببا لعذاب الله ، و لأن الله الذي خلق الأحياء للإنسان و سخرها له ، فان ظلم الإنسان يكفي سببا في هلاك الدواب جميعا ، و هكذا أغرق الله فرعون و جزء من دوابه ، و أهلك الله عادا و ثمود و المؤتفكة و قوم لوط بدوابهم و مواشيهم .
[62] و يكفي الجاهليين ذنبا ما يفترون على الله ، أفلا نرى كيف يجعلون لله تلك البنات التي يكرهونها لهم ؟!
[ و يجعلون لله ما يكرهون و تصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ]و يزعمون أن الأولاد الذكور شيء حسن ، و انهم لهم ، كلا .. أن الأولاد فتنة ، و عدم الوفاء بحقوقهم يؤدي بهم إلى وسط النار .
[ لا جرم أن لهم النار ]
أي حقا ، و بلا حاجة إلى تفكر .
[ و أنهم مفرطون ]
أي معجلون إلى النار من قولهم : فرط و إفراط ، اذا تقدم ، و الإفراط الاسراف ، و سره ان صاحبه يتقدم الآخرين ، و معنى الآية - على هذا التفسير - ان أصحاب هذه النظرية أول من يدخل النار .
|