فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
نعمة الأزواج
[72] و الى جانب نعمة التفاضل الطبيعي ، و نعمة الحاجة المتبادلة ، و بالتالي نعمة التعاون الذي فرض على البشر فرضا ، نجد نوعا آخر من الحاجة المتبادلة و التي تؤدي إلى التعاون و هي الحاجة الى الزوج .
[ و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجا و جعل لكم من أزواجكم بنين و حفدة ]فلو لا الحاجة النفسية و الفيسولوجية و الإجتماعية القائمة بين الزوج و الزوجة لما تم هذا التعاون العميق و الواسع بين الزوجين .
إنها نعمة كبيرة ، أسبغها الله علينا ، إذ جعل لنا من أنفسنا أزواجا ، و كأنهنفلقة منا ، انتزعت من كل ابعاد وجودنا ، و كأن كل جزء في الذكر أنفصل عنه جزء في الأنثى ، و انه يبحث عنه حتى يلتقي الذكر بالأنثى ، فتلتقي كل اجزاء وجوديهما الجسدية و النفسية و العقلية .
و من الأزواج ينسل البنين و البنات ، و ازواج البنات و هم الحفدة ، أو ابناء البنين كما جاء في تفسير آخر ، أو أبناء البنات كما جاء في حديث كريم ، و اصل الكلمة مشتق من لفظة الحفد و هو : الإسراع في العمل ، و منه قيل للأعوان " حفدة " لإسراعهمفي الطاعة (1) .
و يبدو أن الحفيد هو الفرد الذي يخدم الشخص ، سواء كان ابن ابنه أو ابن بنته أو زوج بنته أو إبنها .
[ و رزقكم من الطيبات ]
و كلما كثر نسل الفرد زادت نعم الله عليه ، بينما يقتضي الحساب البشري ان يتناقص ، أو لا يدل على أن الله هو الرزاق ؟
[ أفبالباطل يؤمنون ]
و يزعمون أن رازقهم الأغنياء أو الدولة أو الأصنام .
[ و بنعمت الله هم يكفرون ]
أي هؤلاء الذين أنعم الله عليهم ، تراهم يكفرون بنعمته ، حيث يتوجهون تلقاء الشركاء من دونه .
(1) مجمع البيان / ج 8 - ص 373
|