فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها
هدى من الآيات
قد يفقد البعض منا القدرة الطبيعية ، إما لقانون إجتماعي أو لنقص طبيعي ، فيقعد به العجز عن أي عمل ، كالعبد المملوك أو الأبكم ، ويضرب القرآن بهما مثلا على واقع الكافر الذي يفقد قدرة الايمان و العدل و الحق .
و الله سبحانه الذي يؤمن به المؤمنون عالم ، قادر ، فعنده غيب السماوات و الأرض ، و تتجلى قدرته في الساعة ، فأمرها مثل خطفة أو أقرب .
و الله مصدر العلم ، أو لم يخرجنا الله من بطون الأمهات لا نعلم شيئا ؟ ثم وهب لنا السمع و الابصار و القلوب بهدف الشكر له !
و الله مصدر القدرة ، فهو الذي سخر الطير في جو السماء ، لا يستطيع أحد أن يحفظهن الا الله ، ان في ذلك لآيات لقوم يؤمنون .
و الله مصدر الرحمة ، فقد جعل للناس سكنا في بيوتهم ، كما وفر لهم من جلودالانعام بيوتا خفيفة في السفر و الحضر ، و هيأ لهم من اصواف و أوبار و أشعار الانعام متاع البيت . من فراش و دثار و معاش الى حين الانتقال من دار الدنيا الى دار القرار .
و هو الذي وفر للانسان الظلال و الملابس السلمية و الحربية ، لتقيه من عارية الطبيعة و من بأس بعضهم ، و اتم نعمته على البشر لكي يسلم وجهه الى الله ، و لكنه يتولى و يعرض ، ويكتفي الرسول بابلاغ الرسالة ، لأن الأدلة واضحة إذ يعرفون نعمة الله و لكنهم ينكرونها ، و اكثرهم كافرون بربهم .
|