فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
ظلم الطاغوت

[75] عندما كانت الملكية المطلقة نظاما سائدا في المجتمعات قبل انتشار نور القرآن ، و كان العبد المملوك لا يقدر على شيء إلا بأذن مولاه . يضرب القرآن بذلك العبد مثلا على واقع ذلك الانسان الذي يقيد نفسه باغلال الشرك ، فيجعل نفسه عبدا لغيره و قد خلقه الله حرا .

[ ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ]

و يمكننا ان نضرب ذات المثل من واقع الشعوب التي استعبدها الأقوياء ، و لم يتركوا لها شيئا يتصرفون فيه بحريتهم ، هل هم سواء و من انعم الله عليه بالايمان ، و حرر نفسه من اغلال الشرك و عبودية ذوي الثروة و السلطة و التضليل ؟!

[ و من رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا و جهرا هل يستوون ]كلا .. الذي اعطاه الله الحرية و زوده بحب الخير فهو لا ينفق رياء ، و لا يكتم انفاقه عن الناس خوفا ، بل ينطلق في انفاقه من ارادته الحرة ، يستهدف مرضاة الله ،و لا يرجو و لا يخشى أحدا .

[ الحمد لله ]

الذي هيأ للانسان كل فرص الخير ، و وفر له الحرية الكاملة ، و زوده بالأحاسيس الخيرة .

[ بل أكثرهم لا يعلمون ]

و الجهل آفة الحرية ، و لأن الجهل يتفشى في الأمم الضالة ، فانه يسهل استعبادهم من قبل الطغاة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس