فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
العلاقات المثلى في المجتمع الاسلامي
هدى من الآيات
لقد بينت الدروس السابقة فضيلة العلم و قيمة التقوى و حاجة الانسان الى المدينة ببنائها و امتعتها و الى نظام اجتماعي توحيدي بعيد عن الشرك ، و الى قيادة سماوية تتجسد في الرسول ، و ها هو هذا الدرس يأمرنا بالعلاقات الاسلامية المثلى بين أبناء آدم . بان يعطى كل فرد حقه ، و أن يزاد له بالاحسان ، و أن يبني الحياة الأسرية على أساس العطاء ، و ان يتقي الفحشاء و المنكر و الاعتداء ، تلك هي موعظة الله الهادفة لتوجيه الانسان .
و ان يحترم الجميع عهودهم و أيمانهم التي أشهدوا عليها الله ، و الا ينكثوا ايمانهم التي أكدوها بينهم ، كتلك المرأة الخرقاء التي كانت تنقض آخر النهار ما غزلته أوله ، فلا تجعلوا اليمين وسيلة للغدر للحصول على نصيب أوفر من الدنيا . و لا لكي يتعالى بعضكمعلى بعض ، ان الله يختبركم باختلافاتكم الطبيعية ، و غدا يبين لكم من كان منكم على حق و من لم يكن ، و لو شاء الله لبين ذلك هنا ، فنصر صاحبالحق بالغيب الظاهر ، و لكنه شاء أن يدعكم احرارا ليسألكم عن اعمالكم ، و لكي يضل من يشاء و يهدي من يشاء حسب حكمته .
فلا تجعلوا الدين وسيلة للغايات المادية ، فتحلفوا كذبا و غدرا فتزل بالكفر قدم كانت ثابتة بالايمان ، و يصيبكم سوء الجزاء بسبب انهيار الثقة بينكم ، و صدكم عن سبيل الله المتجسد في العهد ، كما يسجل لكم عذاب عظيم .
و عهد الله الذي تخونونه أعظم شأنا من المصلحة المادية التي تبيعونه لها ، فان ما عند الله لمن ثبت على عهده خير من مصلحة الدنيا التي تفنى و يبقى ما عند الله فقط ، و الله يجزى الصابرين بخير ما عملوا .
ذلك الخير هو توفير حياة طيبة لهم ، في الدنيا و جزاء حسن في الآخرة .
|