فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
خلود الجزاء
[96] علما بأن ما عند الله من خير يبقى ببقاء الله سبحانه ، بينما حطام الدنيا يزول بزوال العوامل التي أنشأته .
[ ما عندكم ينفد و ما عند الله باق ]
إن الحق الذي يضمن الله ثباته ، أبقى من الباطل الذي يضمنه غرور الانسان ، و خداع الشيطان ، لقد خلق الله السموات و الأرض بالحق ، فلذلك تخدم حركة الكون سلطة الحق ، بينما الباطل يجري في عكس حركة الطبيعة و التاريخ .
فطرة الانسان حق ، لأن القوانين النفسية و الجسمية و الاجتماعية السائدة على أبعاد حياة البشر لا تتغير منذ خلق الله آدم و إلى الأبد ، فاذا كانت فطرة الانسان قائمة على أساس الوفاء بالعهد ، فان المجتمع القائم على أساس شرف العهد يكون أبقى ، و خير الله أكثر مما يحصل عليه بعض الأفراد بسبب الغدر و المكر .
إلا ان الحق بحاجة الى الزمن حتى يظهر ، و لذلك فإنا بحاجة الى الصبر حتى يخدمنا الزمن .
[ و لنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ]فان طيبات العمل تنمو في عمق الزمن ، بينما يذهب العمل السيء كما يذهب غثاء السيل برغم ظهوره و بروزه ، و قال الحديث : " للباطل صولة و للحق دولة " .
|