فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الرد على الشبهة
إن الترجمة طابعها مهما كانت بلاغة المترجم ، لان كل لغة تعبر عن ثقافة خاصة صيغت تلك اللغة علــى مقاسها ، و اللغة العربية لم تكن قادرة على التعبير بدقة عن الأفكار الدخيلة ، و لم تكن واضحة بذلك الوضوح المتناهي في البلاغة و النفاذ الى القلب ، لو لا أنملقيها قد تعمق في فهم المحتوى ، و اهتدى إلى الموضوع الذي يعبر عنه ، و واضح أن التعبير المفصل لا يكون من دون فهم عميق للفكرة ، فكيف يعبر الرسول عن كل تلك الأفكار المفصلة و الدقيقة إذا كان مجرد مترجم ؟!
[104] ثم ان القلب الذي لا يؤمن بالله لا يقدر أن يعبر عن الله ، و أن ينطق باسم الله بهذا الوضوح و الصراحة و القدرة ، ذلك لأن .
[ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم ][105] و المؤمن بالله لا يفتري على الله ، خصوصا و رسول لله اكد بوضوح مدى جريمة الإفتراء على الله ، فكيف يرتكب بنفسه لو كان مؤمنا هذه الجريمة ؟!
[ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أولئك هم الكاذبون ]الذي يؤمن بآيات الله ، و شخص رسول الله هو أظهر مصاديقه بلا ريب ، فإنه يخشى من الكذب ، بل إنه قوي لا يحتاج الى الكذب ، و عالم لا يتورط في الكذب .
و لذلك جاء في الحديث النبوي : عن عبد الله بن جراد أنه سأل النبي (ص) قال : " هل يزني المؤمن ؟ قال : قد يكون ذلك ! قال : هل يسرق المؤمن ؟ قال : قد يكون ذلك ! قال : هل يكذب المؤمن ؟ قال : لا " ( ثم اتبعها نبي الله ) (ص) " انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون " .
|