فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
عاقبة الإرتداد
هدى من الآيات
في الدروس السابقة حذرنا الرب الكريم من الكفر بعد الايمان ، و الزلل بعد الثبات و ذلك بمناسبة الحديث عن النكث و الحنث . و ها هو الدرس يفصل القول في الكفر بعد الايمان بصفة عامة ، فيحذر من غضب الله الذي يحل بمن يرتد عن دينه - قولا أو عملا - إلا الذي أكره على الكفر بطريق لسانه ، بينما لا يزال قلبه مطمئنا ، و إنما المرتد من استقبل الكفر بصدر رحب و ذلك له عذاب عظيم ، لانه فضل الحياة الدنيا على الآخرة ، فسلب الله منهم نور الهدى ، و يطبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و هم غافلون عن أوضح الحقائق منحولهم ، و بالتأكيد سوف يخسرون أنفسهم في الآخرة .
بينما الثابتون على الهدى برغم ما يتعرضون له من مكروه ، و يهاجرون الى الديار الآمنة من بعد الإبتلاء ، فان الله بالنسبة اليهم غفور رحيم ، يشملهم برحمته في يوم تأتي كل نفس تدافع عن ذاتها ، فلا تعطى إلا جزاء عملها الأوفى ، دون أننظلم من عملها شيئا .
و أما من يكفر بعد إيمانه فإن الله يضرب له مثلا من واقع قرية كانت آمنة مطمئنة يأتها رزقها واسعا طيبا ، من كل مكان ، و لكنها كفرت بأنعم الله فشملهم الجوع و الخوف بسبب أفعالهم ، و كلما حاول رسولهم أن يهديهم لم يسمعوا له ، بل كذبوه و كانوا ظالمين لأنفسهم في ذلك .
|