فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
عاقبة الإرتداد في الدنيا
[112] كل ذلك في الآخرة ، أما في الدنيا فإن الكفر بعد الايمان ينتهي بالمجتمع الى سلب نعم الله ، كمثل تلك القرية التي كانت تتمتع بالرفاه و السلام فكفرت ، فأنزل الله عليها الفقر و الحرب .
[ و ضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ]يبدو من الآية ان للأمن درجات ، و هكذا للرفاه الإجتماعي درجات ، و ان هذه القرية كانت تعيش في أمن ظاهر و أمن قلبي ، و هو أفضل درجات السلام ، كما كانت تعيش على رزقها و رزق ما حولها من القرى ، و هذا أفضل درجات الرفاه ..
[ فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون ]و عبر القرآن عن وضعهم بعد الكفر بأنهم تخلفوا إلى أن اصبحوا يحيط بهم الجوع و الخوف كما يحيط بهم اللباس .
وقد لا تكون هذه القرية واحدة عبر التاريخ ، فربما تشير الآية الى آلاف القرى التي تردت الى هذا المستوى بسبب كفرها ، و في حديث مأثور يقص علينا قصة واحدة من تلك القرى فيقول : " نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له " الثرثار " و كان بلادهم خصبة كثيرة يستنجون بالعجين و يقولون : هو ألين لنا ، فكفروا بأنعم الله ، و استخفوا فحبس الله عنهم الثرثار ، فجدبوا حتى أحوجهم الله الى أكل ما يستنجون به ، حتى كانوا يتقاسمون عليه " . (1)
|