فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الحجة التامة
[113] و لقد جاءهم رسول من أنفسهم يدعوهم الى الشكر ، فلم يستجيبوا له حتى أخذهم الله بعذاب شديد ..
[ و لقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب و هم ظالمون ]و في نهاية هذا الدرس القرآني الكريم ينبغي أن نطرح عدة نقاط هامة :
ألف : أن قصة هذه القرية التي تتكرر عادة في كل عصر ، توحي إلينا بضرورة مواجهة المؤمن لضغط قد يكون أشد من ضغط الإرهاب ، ذلك هو ضغط الإغراء ، فمع الرفاه و الأمن يزداد شره النفس و شبقها ، و بالتالي إحتمالات الغفلة عن الله و عن حقوق الايمان به .
(1) الميزان / ج 12 - ص 375
و إذا كان عمار قد تعرض لإرهاب قريش و معه أكثر أصحاب النبي (ص) فتحدوا بإيمانهم ذلك الإرهاب العظيم ، فإن بعض اصحاب النبي قد غرتهم الدنيا بعد أن فتح الله عليهم ، فأخذوا يخوضون في أموال المسلمين " خوض الإبل بنبتة الربيع " - كما يقول الإمام علي( عليه السلام ) .
من هنا أكدت الآيات (112 - 113) على ضرورة مواجهة ضعط الإغراء بعد أن أكدت الآيات (106 الى 111) في هذا الدرس على مسؤولية مواجهة الإرهاب الجاهلي .
باء : ان ربنا الرحيم يرسل أنبياء في مراحل هبوط الحضارات لكي يوقفوا تدهور المجتمع ، و لكن اغلب المجتمعات تسترسل مع عوامل الإنهيار حتى النهاية الأليمة ، و هكذا بعث الله رسول هذه القرية فلما كذبوه أخذهم عذاب عظيم .
جيم : لقد أشرنا في بدايات هذه السورة الكريمة إلى ان سياقها يوحي بمناهج البحث و سبل الحصول على المعرفة ، و في هذا الدرس ذكرنا الله بمعنى الايمان الذي هو أرفع درجات العلم ، كما أشــارت آية كريمة منه - هي الأولى - إلى المسؤولية التي تتبع الإيمان ، بلهي جوهره ، و إلى استثناءات المسؤولية .
و يشير حديث نبوي شريف إلى هذه الآية في هذا الحقل فيقول : " دفع عن أمتي أربعة خصال : ما أخطأوا ، و ما نسوا ، و ما اكرهوا عليه ، و ما لم يطيقوا ، و ذلك في كتاب الله : ( إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان ) " . (1)(1) المصدر / ص 359
|