فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم
هدى من الآيات

ان القرآن الحكيم يكرس في الانسان روح المسؤولية ، و يبين له بأن طبيعة حياته ليست الا نتيجة لارادته و سعيه ، و يضرب ربنا مثلا في هذه السورة عن واقع بني اسرائيل ، و كيف انهم عندما احسنوا تقدموا ، و عندما اساؤوا تخلفوا ، و شروط السعادة اتباع هدى اللهالذي يحمله رسوله في صورة كتاب الهي ، و رسالة الكتاب تتلخص في التوكل على الله وحده ، و نبذ الشركاء و الانداد .

و بنو اسرائيل الذين ذرأهم الله من صلب الناجين عن واقعة الطوفان ، و حملهم في سفينة نوح (ع) ذلك العبد الشاكر لربه ، هؤلاء من الله عليهم - مرة اخرى - بكتاب و رسول هو موسى ( عليه السلام ) .

و قضى الرب الى بني اسرائيل في الكتاب : انهم يفسدون - بالتأكيد - في الارض مرتين ، و يطغون فبعد اولى المرتين يبعث الله عليهم عبادا له ، و لكنهم يعودون- بفضل الله - اقوياء ، و يغلبون اعداءهم ، حيث يجعلهم الله أكثر اموالا و اولادا . و بسبب قوتهم أو ضعفهم ، احسانهم أو اساءتهم ، و هكذا يعود اولئك العباد الى سابق قوتهم ، و يدخلون المسجد و هذه سنة الله قائمة على اساس الجزاء ، ليس في الدنيا فقط و انما فيالآخرة ايضا حيث ان ربنا يجعل جهنم للكافرين حصيرا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس