فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


العلاقات الاجتماعية البناءة
هدى من الآيات

لكي لا يبث الشيطان روح العداء بين عباد الله ، عليهم ان يختاروا افضل القول ، ذلك أن الشيطان عدو مبيـــن للانســـان و لا يجـــوز ان يجعـــل البشـــر نفسه وكيلا عن الناس ( فيكفرهم حسبما يشاء ، و يحكم عليهم بعذاب الله ) .

و الله اعلم بعباده فهو ( و ليس الداعية ) يرحم ان شاء و يعذب ان شاء و قد احاط علما بمن في السماوات و الارض ، و انما يتفاضل الناس بمشيئة الله ، أو ليس قد فضل بين انبيائه و اتى داود زبورا ؟

و يبدو ان هذه الآيات تبين بعض المسؤوليات الواجبة على المؤمنين تجاه بعضهم و تشمل غير المؤمنين ، فالقول الحسن ، و عدم التسرع بالحكم على الناس ، و ترك التحاسد جزء من مسؤولية المؤمن تجاه اخيه .


و لعل عوامل الخلاف تنشأ من عدم خلوص التوحيد ، من رواسب الشرك فلذلك يعــود السياق الى قضية الشرك و ان الآلهة الباطلة لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا .

بل ان من يدعون من دون الله هم بدورهم يبتغون الى ربهم الوسيلة ، يرجون رحمته و يخافون عذابه .

و بالرغم من وجود الآلهة الباطلة فان الله يهلك جميع القوى قبل يوم القيامة مما يدل على انهم لا يملكون دفع الضر عن شعوبهم .

و لقد كذب الاولون بآيات الرب فهذه ثمود كذبوا و ظلموا بالناقة و هي آية مبصرة ، و آيات الله ليست الا للتخويف .

و الهدف من التخويف هو امتحان البشر و قد احاط الله بالناس قدرة و علما ، و لقد امتحنهم بالرؤيا التي اراها رسوله ، كما جعل الشجرة الملعونة في القرآن فتنة ( شجرة الزقوم التي يجسدها في الدنيا المجرمون كبني امية ) الا ان آيات التخويف لا تزيدهم الا طغيانا كبيرا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس