فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الانسان بين كرامة الله و غرور الشيطان
هدى من الآيات
لماذا يتمرد البشر عن مسؤولياته ، و ما هو جزاء المتمردين ، و ما هو جذر الشرك بالله ؟
لنعد الى قصة الخلق الاول : فمن عرف البداية هدي الى العاقبة ، نتذكر قول الله للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس استكبر و علا بغير حق فقال انا نار ( اسجد لمن خلقت طينا ) فلما لعنه الله ، قال : سترى كيف اضل ذرية هذا الذي كرمته علي ان اخرتني الى يوم القيامة ، الا قليلا منهم و انذره الله و من تبعه ان جزاءهم جهنم جزاءا وافيا .
و بالرغم من ان الشيطان سوف يستفزهم بالتضليل .
و يرهبهم بجيشه ، و يتداخل معهم فيشاركهم في الاموال و الاولاد و يحذرهمبوعود كاذبة ، فان عبــاد الله سوف يتحدونه بعون الله ، و بالتوكل عليه و كفى بالله وكيلا . و الله يملك كل شيء و من يعرفه و يتوكل عليه فهو حسبه .
فهو الذي يزجي السفن في اعالي البحار لمصلحة البشر ، رحمة بهم اما اذا احسوا بالضراء في البحر و غاب عنهم آلهتهم التي كانوا يشركون بهم فان يد الله تنجيهم من ورطتهم بالرغم من انهم يعرضون عنه اذا وصلوا الى الشاطئ آمنين ، و يقابلون رحمة الله ، بالكفران بدل الشكر ، دون ان يتذكروا ان الله قادر على ان يخسف بهم جانب البر ، أو يرسل عليهم ريحا تقذفهم بالحجارة ، فلا يجدون وكيلا يدافع عنهم ، أو يخشوا العودة الى البحر فتحيط بهم عواصف تغرقهم بكفرهم ولا أحد يطالب بثأرهم .
لقد كرم الله بني آدم ، و اسجد لهم الملائكة و حملهم في البر و البحر ، و رزقهم من الطيبات و فضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا و وعدهم بالنصر في مواجهة الشيطان الذي يقف لهم بالمرصاد !
|