فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بعد البلاء أما العذاب أو الرحمة
[69] [ أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ]اي يعيدكم في البحر ، فيرسل عليكم القاصف ( القاصف ) هي : الاعاصير البحرية الهائلة ، هذه الآية تشير الى غباء الانسان ، فانى له ان يهرب من عذاب الله ؟! فحتى لو اسكرته الفرصة و اذهله تتابع النعم عن شكر ربه ، فهل ينفعه ذلك ؟!
الله قادر على ان ينسيك ما اصابك ، و هذا ليس من صالحك ، إذا قد تلدغ من الجحر الذي لدغت منه في المرة السابقة ! انما عليك ان تتذكر ما اصابك من البلاء ليذكرك بالله سبحانه و تعالى حينها لن تلدغ من جحر مرتين .
ان الله سبحانه و تعالى عندما يبتلي امة فانما يبتليهم بما كسبت ايديهم و يهدف انقاذهم من السيئات التي كانت سبب البلاء كما ان الالم علامة المرض فكذلك البلاء علامة الذنب فاذا كفروا و تمادوا في الغي فان الله عندما يبتلي امة فان ذلك مؤشر انذار لهم بانهممذنبون ، وان الله لا ينجي من هذا البلاء الا عند خلوص النية ،و الخلاصة هي : ان الله سبحانه و تعالى يبتلي الانسان بالبلاء ليعمق روح الايمان فيه ، و لكنه قد يكفر اذا نجي منه وقد يتحول البلاء الى عذاب .
قال الله سبحانه و تعالى لعيسى (ع) : " يا عيسى ! لا يغرنك المتمرد علي بالعصيان ، يــأكل من رزقي ، و يعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فاجيبه ، ثم يرجع الى ما كان عليــــه ، فعلي يتمرد ؟ ام لسخطي يتعرض ؟ فبي لأخذنه أخذة ليس له منجي ولا دوني ملجــأ " .
إذا البلاء ميزان العبد فقد يهتدي به فيرحمه الله ، و قد يطغى فيحول الله البلاء الى عذاب ، لقد رفع الله فوق بني اسرائيل الطور و هددهم بانه سوف يسقطه عليهم ، و لكنهم أخلصوا نيتهم فتاب الله عليهم ، و عندما عادوا الى غيهم عاد الله عليهم العذاب ، اذا علينا ان نعرف ابدا ان البلاء جرس انذار ، فنصحح انحرافنا و نتجه الى الله قبل ان يصبح عذابا شاملا .
[70] [ و لقد كرمنا بني آدم ]
بالعقل و الارادة و باستواء الخلقة ، و قدرة الجسم على الحركة باستقامة و وجود اجهزة دقيقة له تساعده على التحكم في الطبيعة . و هكذا كرمهم بالهدى و بأن الانبياء و الصديقين منهم حيث أنزل لهم رسالاته ، و كرمهم بتسخير الطبيعة لهم ، و توطئة ظهور الاشياء لهم .
[ و حملناهم في البر والبحر ]
حملهم في البر : فالارض جعلها صلبة يستطيعون التنقل عليها و سخر لهم الخيل و البغال و الحمير ليركبوها . و سخر لهم سائر وسائل الانتقال في البر بفضله كما حملهم في البحر فوق السفن التي تمر المحيطات .
[ و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ]الطيبات : الرزق الحلال و كل ما في الارض حلال الا ما استثنى ، و تفضل الله على الانسان ليس لذاته و انما ليتحمل به مسؤولية اكبر ، لان لكل شيء زكاة فزكاة المال بذله ، و زكاة العلم نشره و كذلك فان زكاة التفضيل ان تتحمل مسؤوليتك بحجم هذا التفضيل .
|