فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الإطار العام
تمهيد
نور الشمس يغمر الارض فيضيء الأشياء و الأشخاص ، و يظهر الألوان ، ثم يقف دوره عند هذا الحد ليبدأ دور العين بعملية الرؤية و الملاحظة ، و كذلك القرآن يؤدي دوره عندما ينشر الهداية و يبين الحقائق ، و بعد ذلك يبدأ عمل القلب و البصيرة في ادراك هذه الحقائقو استيعابها ، و اذا اقفل الانسان بصيرته و قلبه فأنه لن ينتفع بهدى القرآن و لن يعرف الحقائق ، تماما كمن يغمض عينيه فأنه لا يرى الأشياء رغم سطوع نور الشمس عليها و وضوحها .
و هكذا فأن القرآن لا يلغي دور العقل و التفكر ، لكن العقل من المتعذر عليه ان يكشف الحقيقة بدون القرآن ، كالعين التي يستحيل ان ترى الأشياء بدون الضوء ، و هكذا التفكر لا يلغي دور القرآن ، كما ان العين لا تلغي دور الضوء .
و بناء على ذلك فلا يجوز للأنسان أن يقول : ما دام القرآن موجودا فلا حاجة لأن اعقل و اتفكر و اتبصر ، و الا كان مثله كمثل من يترك النظر و الملاحظة و يضع حجابا على عينيه انطلاقا من ان النور موجود ، و الأرض مضاءة ، و الألوان ظاهرة ، ان وضوح الأشياء و اضاءتها يساعد على الرؤية ، و ليس هو الرؤية بذاتها .
|