فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الكتاب القيم
[2] [ قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا حسنا ]
كتاب الله كتاب متكامل و حكيم ، فهو يجعل الأمور في مواقعها و يعطي كل شيء حقه ، بنسبة حاجته إليه دون زيادة او نقصان .
و ربما تشير كلمة " قيما " الى هذه الفكرة ، و هي ان كل نظرة و كل حكم شرعي و بالتالي كل وصية و موعظة فيه إنما هي بقدر الحاجة ، و بنسبة الواقع الخارجي ، و بموازين دقيقة .
فمثلا حين يقول القرآن أن الزوج يرث نصف مال زوجته بعد موتها ان لم تخلف ولدا وراءها ، فلا يعني ذلك الا ان هذه الحصة تتطابق مع حكمة الحياة و مع واقعيات الاقتصاد الأسري ، مع حاجة الزوج و طبيعة العلاقة التي تربط الزوجبالزوجة ، أي ان هذا الحكم متطابق تماما مع كل الظروف المحيطة به دون زيادة أو نقصان .
و هناك تفسير آخر لهذه الكلمة و هي ان القرآن ليس فقط رشيدا و حكيما و متكاملا في ذاته ، و انما هو ايضا يعطي التكامل و الحكمة للحياة ، و يقيمها على اساس منظم و متين دون اي خلـل او ثغرة ، كما قال ربنا سبحانه : " فأقم وجهك للدين القيم " و قيمومة الكتاب . و الدين الالهي ، نابعة من قيمومة الرب سبحانه حيث يقول تعالى : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فكل شيء يقوم به الرب في عالم التكوين . و كل شيء يصلح بكتابه في عالم التشريع .
و لأن الكتاب قيم فهو يحفظ رسالات الله جميعا . لأنه مهيمن عليها . و يحفظه الله من التحريف . و يحفظ به امة الاسلام .
|