فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الحافز الثاني
و هو حافز التبشير ، حيث يعد الله الانسان حينما يهتدي بالكتاب ، و يعمل وفق برامجه بالأجر الحسن و النعم الأضافية ، التي هي اعظم من تلك التي بيد الانسان ، حيث يمكث فيها مخلدا .
و هنا نجد إثارة لأحساس هام في البشر و هو حب الخلود و الخشية من زوال النعم ، و يستفيد الكتاب من هذا الأحساس و تلك الخشية ليدفع الانسان الى تقبل الهداية الالهية التي تضمن له ان يظل ماكثا في نعم الله أبدا .
[ لينذر باسا شديدا من لدنه ]
هناك فرق بين الباس و الضر ، اذ الضر قد يأتي من الطبيعة ، أو بسبب المرض ، أو ما اشبه ، بيد أن البأس لا يأتي الا من جهة عاقلة ، و الكتاب ينذر الانسان ببأس من عند الله ، اي ان الله هو الذي يقدر و يمكر فيعذب ، و هذا ابلغ في الموعظة . لأن الخطر الذي يأتي من الطبيعة ربما يتمكن الانسان من تجنبه بطريقة ما ، و لكن سهم العذاب الذي يوجهه الله اليك لا يخطئ هدفه أبدا ، لماذا ؟ لان ارادة العليم القدير الذي خلق الكون و خلقك و خلق كل شيء هي النافذة حتما ، فأين المفر من عذاب الله و أين المهرب ؟ و كما جاء في الدعاء : " و لا يمكن الفرار من حكومتك " .
|