فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الطريق الى العلم
و قبل ان ننتقل الى المجموعة الثانية من الآيات ، لا بأس ان نتدبر قليلا في هذه الآية ، ان رحلــة الانسان من الشك الى اليقين ، و من الجهل الى العلم ، و من الغرور الى التبصر ، تشبه الى حد بعيد رحلة الانسان من النوم الى اليقظة ، فالنوم و سبات الجسم يشبه سبات العقل و العلم أي الجهل ، فكما ان الله سبحانه هو الذي ينقل الجسم من حالة النوم و السكون الى حالة اليقظة و الحركة ، فهو ايضا الذي ينقل العقل من حالة الجهل و الركود الفكري الى العلم و النشاط الفكري الخلاق ، فعلى الانسان اولا : ان يهتدي الى جهله وهذه بداية مسيرة العلم ، فيقول : انني لا اعلم ، و لكن ذلك لا يعني ان العلم غير موجود ، فالله يعلم ، و لأن الله يعلم و أنا لا أعلم فلابد أن أتحرك نحو الله حتى اقتبس من نور علمه .
و كلمة لبثتم تشمل عدة تساؤلات : كيف لبثتم ؟ كم لبثتم ؟ ما هي مجريات الأمور و تطورات الأحداث التي احاطت بكم في هذه الفترة ؟
[ فابعثوا أحدكم بورقكم هذه الى المدينة ]
في حصول الانسان على العلم عليه الا يصبح متجردا عن الواقعيات ، فأجتهد في تحصيل العلم الذي ينفعك ، و لا تبحث في أمور بيزنطية جدلية ، فالقرآن يقول : أن هؤلاء جلسوا و خططوا و فكروا و قالوا : حسنا كم بقينا على حالنا ؟ و كيف بقينا ؟ تلك قضية جانبية ، أما القضية الأهم فهي الجوع ، فلنتحرك الى ما يفيدنا و نفكر في ما ينفعنا .
|