فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
هدى من الآيات
لقد كان اصحاب الكهف مثلا لفرار البشر من جاذبية المادة و زينة الحياة الدنيا . و السؤال كيف نصبح أمثالهم ، الجواب بما يلي :
أولا : العمل بالضمانات الوقائية التي تخلص الانسان من ضغوط زينة الحياة ، و كيف يمكن للانسان ان يسور نفسه بقلاع تحفظه و تمنعه من تلك الضغوط .
و أولها : تلاوة القرآن و الارتباط المباشر بآياته الكريمة ، تلك الآيات التي لا تتبدل بالرغم من تبدل الحياة و تطورها ، و هذا هو المهم ، اذ حينما تتعلق بزينة الحياة فانك سوف تتعلق بشيء يزول و لا يبقى ، انه حبل ينقطع و جدار ينقض إذا لابد أن تتعلق بحبلمتين و تعتمد على جدار راسخ ، و هو كتاب الله .
ثانيا : ان يكون انتماؤك الى التجمع الايماني ، و حينما تنتمي الى مثل هذا التجمع و تختار الأفراد على أساس القيم الرسالية ، فسوف تحصن نفسك بسور آخر من اسوار الحماية ضد ضغط الزينة .
ثالثا : التحدي و الأستعداد للصراع ، و هذا يعني استعداد الأنسان للصراع مع العدو و مواجهته ، و هو سور آخر يحتمي به الانسان من مغريات زينة الحياة و متاعها الزائل .
بعد أن يبين السياق هذه الأسوار الثلاثة ، يؤكد على بعض القيم المساعدة على توجيه الانسان في هذا الاتجاه ، و يبين : ان كل عمل يعمله الانسان يحفظ له سواء كان صغيرا أو كبيرا ، و سواء كان الانسان منتميا الى الايمان انتماء راسخا أو لم يكن كذلك .
ان العمل لا يضيع عند الله في أي شكل كان ، و بأي صورة ظهر ، و الله يعوض الانسان عن زينة الحياة الدنيا بالزينة الباقية في الحياة الآخرة ، تلك الحياة التي هي الحيوان عند الله المقتدر العزيز .
|