فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


زينة الحياة و ضمانات الإستقامة
من الإطار العام

إن من مظاهر اعجاز القرآن الحكيم ، ان آياته الكريمة تتبع عدة خطوط متوازية و متناسبة ، تتظافر على توجيه فكر الانسان الى قضية جوهرية معينة . فالسورة الواحدة من القرآن تتحدث عن عدة أمور تبدو متباعدة ، و لكنها آخر الأمر تصل الى هدف واحد ، أو عدة أهدافمحددة و مترابطة .

و في سورة الكهف ، و كما اكدنا على ذلك في بدايتها ، نجد ان الموضوع الرئيسي فيها هو علاقة الانسان بالحياة الدنيا ، و موقفه من زينة الأرض و متاع الغرور و هي اشياء زائلة ، اذ أن يد القدرة المطلقة و هي يد الله سوف تمسح زينة الحياة ، و تدع الأرض صعيدا جرزا في لحظة واحدة .

و لذلك فان على الانسان الا يربط علاقته بهذه الزينة ربطا متينا ، بل تكون العلاقة المتينة مع الله رب هذه الحياة و رب هذه الأرض ، و تكون علاقته بزينة الحياة علاقة فوقية يتملكها دون ان تتملكه .


فــي قصة أصحاب الكهف كانت العبرة الرئيسية هي : اقلاع هؤلاء من ارض الزينة ، و تحليقهم في سماء القيم ، و قدرتهم على تجاوز ضغط السلطة الطاغية ، و القرآن يحدثنا عن صورة اخرى متقابلة و معاكسة لصورة اصحاب الكهف ، و هي صورة ذلك الرجل الذي اخلد الى الأرض و اتبع هواه ، و تملكته زينة السلطة ، و لم تنفعه نصيحة صاحبه .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس