فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الإنتماء ، شروطه و مقوماته
و بعد أن تهيء نفسك في البداية ، و تنتهي من تكوين شخصيتك ، فأن عليك ان تبحث عن رفاق المسيرة .

[28] [ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة و العشي يريدون وجهه ]حينما تريد ان تنتمي الى جماعة فأن هناك عقبات في طريق انتماءك و يجب ان تتجاوز هذه العقبات و ان تصبر نفسك عليها ، فلكل انتماء ضريبة و عليك ان تدفعها و السؤال : من الذين تنتمي اليهم ؟

إنهــم العابدون لله ليلا و نهارا ، و لكن الإنتماء الى خطهم صعب و بحاجة الى صبر :

" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه "ابحث عن هؤلاء و انتم اليهم ، و تجاوز العقبات ، وضح من أجل انتماءك اليهم ، و لا تبحث حينها عن فوائد و مصالح خاصة ، بل وطن نفسك على العطاء ، و ان حسنالإنتماء ليس في أن تحمل افراد التجمع مؤونتك بل في ان تحمل معهم اعباءهم ، لذلك أكد القرآن هنا على كلمة الصبر .

[ و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ]

قد يتأثر الانسان بإهتزاز في رؤيته الى الآخرين ، و الى التجمع الذي يجب ان يتعلق به و يتفاعل معه ، و ذلك الإهتزاز يأتي نتيجة ضغوط زينة الحياة الدنيا ، قد يرى الانسان مؤمنا عجوزا اعمى ان دفعه دفعة يسيرة سقط و مات ، يرى الى جانبه ذلك الكافر و لكن البطل القرشي ذا المال و النسب ، فيعد هذا أحسن من ذلك ، و يكون شأنه كشأن ذلك الرجل المسلم من اصحاب رسول الله مع ابن ( ام كلثوم ) ، حيث اعرض عنه برغم ايمانه لأنه أعمـــــى و فقيــر ، و اقبل على من يمتلكون زينة الحياة و يفتقرون الى زينة القلوب ( التقوى ) . فجاءت الآيات من سورة عبس تنذره و توعده .

اجعل نظرك معلقا على هؤلاء المؤمنين و اهتمامك موجها الهيم ، و لا تسمح بتسرب الإزدواجية في الولاء الى نفسك ، فتريد ان تنتمي الى جماعة رسالية ، و في نفس الوقت تنتمي الى اصحاب الحياة و الثروة ، حتى اذا ما احرز هؤلاء تقدما كنت معهم ، و اذا حصل اولئك على مكاسب انثنيت اليهم ، ليكن ولاؤك خالصا و لا تكن انتهازيا !!


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس