فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
بين العلم و الرحمة

[65] [ فوجدا عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا و علمناه


من لدنا علما ]

هذا العبد بالاضافة الى العلم الذي حصل عليه كان قد حصل على الرحمة ، فهل هناك علاقة بين العلم و الرحمة ؟ أم ان ربنا سبحانه و تعالى قد أعطى العبد خصلتين من عنده الرحمة و العلم ؟

بتدبر بسيط في مفهوم كلمتي العلم و الرحمة نتوصل الى : ان العلم عادة ما يكون وليد الرحمة ، و جوهر الرحمة هو لين القلب الذي هو صفة مقابلة لصفة أخرى و هي قسوة القلب ، و قسوة القلب تسبب عدم نفوذ حقائق الحياة اليه فينشأ الجهل ، و لين القلب على العكس منذلك يسبب العلم ، لذلك نستطيع أن نقول ان للرحمة الفضل الاول ، و هو الشيء الذي أعطاه الله للخضر (ع) و كان سببا لعلمه وقد استند البعض الى هذه الكلمة و قالوا : ان خضرا كان نبيا و النبوة رحمة إلهية ، بينما رأى آخرون : ان سعة صدر خضر و قدرته على احتمال اعتراضات تلميذه موسى هي تلك الرحمة التي اعطاها الله اياه .

و في الآية اشارة واضحة الى أن العلم من الله سبحانه و تعالى ، و انه نور يقذفه في قلب من يشاء ، و ليس العلم بكثرة الدراسة و التعليم كما يزعمون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس