فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
[1] ماذا تحمل هذه الكلمات الثابتة المكتوبة ( الر ) في طياتها ؟ انها تحمل


آيات تشير إلى الحقائق ، تذكر بها و تهدي العقول اليها .

[ الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت ]

فالقرآن ليس أفكارا بل هو آيات تشير مباشرة الى الحقيقة لكي يراها البشر فور ما تشير إليها ، و الآية بمعنى العلامة و الكلمة مأخوذة من مادة ( أوى ) بمعنى الذهاب إلى البيت و كأن العلامة تذهب بك الى رحاب الحقيقة ذاتها ، و القرآن هو ذلك الكتاب الذي يبصركبالحقائق .

و آيات القرآن محكمة و مفصلة ، اما الاحكام فهي آتية من حكمة الله ، التي لا تدع ثغرة في كلماته ، و لا سبيلا للباطل إليها ، بل يصب الكلمات على مقياس الحقيقة دون زيادة بوصة او نقيصة بوصة ، أو فراغ في جزء ، فهو يقول كل الحقيقة و بكل أبعادها ، و اما التفاصيل فهو تحديد تلك البصائر المحكمة ضمن واجبات و محرمات فرعية ، فالقرآن مثله مثل الشجرة راسخة الجذور منتشرة الفروع .

و الأحكام بحاجة الى حكمة ، فمن لا يعرف الخطوط العامة لأنظمة الحياة ، كيف يتسنى له ان يضع برنامجا متكاملا لها ، و يعطي رؤية صادقة ، كما ان التفصيل بحاجة الى خبرة و معرفة سابقة لدقائق الأمور و لطائفها ، و الله حكيم خبير .

[ من لدن حكيم خبير ]

و تلك الحكمة التي نشاهدها في الاطار العام للكون ، و تلك الخبرة التي نراها في أدق الأمـور ، و ألطفها مثل صنع أوجه النملة و مفاصل أرجلها ، او في صنع الخلية الحيـة ، أو صنع الذرة المتناهية في اللطف . إن كل ذلك شاهد على حكمة الله و خبرته ، و أن خالق المجرات الحكيم و صانع الذرة الخبير ، هو الذي أمر بحكمته إخلاص العبودية له ، و وضع بخبرته برنامجا تفصيليا لهذه العبادة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس