فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
التوحيد و فروعه
[2] و من الآيات المحكمة الموجودة في الكتاب دعوته الصريحة إلى نبذ الشركاء من دونه .
[ ألا تعبدوا إلا الله ]
إذ أن التوحيد بصيرة عامة تتفرع عنها سائر الشرائع الألهية ، و بعدها تأتي الرسالة التي هي بدورها فرع من فروع التوحيد .
[ إنني لكم منه نذير و بشير ]
[3] و استغفـــار الله فرع ثان للتوحيد . إذ حينما يعمـــر قلب الفرد بأيمــــان صادق بالله ، و يعرف عظمته و كبرياءه و نعمه التي لا تحصى ، آنئذ يشعر الفرد بالصغار امام الله ، و يستغفره و يتوسل اليه ، لذلك جاء في آية اخرى " فاعلم أنه لا إله الا اللـه و استغفــر لذنبك " (1) حيث ان الاستغفار جاء بعد الأيمان بالله لأنـــــه فرع متصل به ، و بعد حالة الاستغفار تأتي مرحلة التوبة و هي العودة الى الله و خلــوص العبادة له و اخلاص العمل في سبيله ، فلا يكفي الندم على ما مضى من الذنوب ، بل لابد من إصلاح المستقبل .
[ و أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ]
و بالاستغفار و التوبة يوفر الرب لعباده حياة طبيعية هنيئة ، إلى وقت محدود .
[ يمتعكم متعا حسنا إلى أجل مسمى و يؤت كل ذي فضل فضله ](1) سورة محمد آية 19
أي كلما زاد الفرد من تقربه إلى الله ، و استغفاره له و توبته اليه ، كلما منحه الله فضلا أكثر .
[ و إن تولوا فأني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ]
من نوع عذاب عاد و ثمود ، حيث انه في يوم واحد حطم مكاسب دهر طويل . لذلك سمى باليوم الكبير .
[4] و بعده يعود الناس الى الله ، حين يبعثون في القيامة إلى الله ، و ذلك بقدرته البالغة التي لا يقف في طريقها شيء .
[ إلى الله مرجعكم و هو على كل شيء قدير ]
و يبدو من هذه الآية و من آيات أخرى أن اهم حاجز نفسي امام إيمان الناس بالقيامة ، هو عدم إيمانهم بقدرة الله على البعث الجديد ، لذلك يذكرنا السياق بعد ذكر القيامة بقدرة الله .
|