فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
إحاطة علم الله
هدى من الآيات
في الدرس الأول من سورة هود ، بين القرآن بعض الآيات المحكمات و استعرض الخطوط العريضة للرسالة ، وفي هذا الدرس يدخل الكتاب في التفاصيـــل ، بدء بواقع كفر و جحـــود الناس ، و يبدو أن أحد الاسباب الاساسية للجحود هو الجهل باحاطــــــة علم الله بهم ، وبالدوافع الأصيلـــة لكفـرهـــم ، فتـــراهم يثنـــون صدورهم و يعطفونها بهـــــدف إخفاء حقيقتهم بينما الله يعلـــم أسرارهـــم حتـــى فــــــي لحظـــة تستـــرهم بالثيــــــاب .
و كل حي يدب في الأرض رزقه على الله ، و يعلم أيام حياته ، و ميعاد موته . كل ذلك مكتوب في الكتاب الواضح ، و الله خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ، و كانت سلطته و قدرته مهيمنة على الماء المخلوق الأول الذي جعل منـــــه كل شيء حي . و حكمة الخلق هي ابتلاء الناس ليعلم من هو الاحسن عملا ، فيجازى فــــــي الآخرة ، بينمـــــــــا لا يـــــؤمن البعض بالآخرة ، و يزعمون أنها سحر مبين ، الغـــاية مـــــن طرحهتمويه الحقيقة ، أما لو أخر الله عنهم عذاب الدنيا الذي هو طريق آخر لتنبههم فستراهم ينكرونه اصلا ، و يقولون : ما الذي يحبس العذاب عنا ما دمنا مستحقين له ، ولا يعلمون ان العذاب لو نزل بساحتهم فلا يصرف عنهم ، و سوف يحيط بهم ذلك الذي كانوا به يستهزؤون .
|