فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
أنؤمن لك و اتبعك الأرذلون
هدى من الآيات
يبدو ان السياق القرآني يشرع منذ هذا الدرس في ســـــرد قصص الرســـل فــــي انذارهم الشديد لقومهم ، الذين كانوا يرفضون قبول الرسالة فيــــأخذهم الله بعذاب شديد ، و ذلك لعـــدة اهداف منها تذكرة الناس بأن هذا القرآن واحد من النذر ، و أن من يعـــــرض عنــــه يصاب بمــا اصــاب اولئك ، ( و تشير الى ذلك الآية الاولى من هذا الدرس ) .
و منها تثبيت قلب الرسول و المؤمنين برسالته لكي يستقيموا كما أمروا ، و لا يركنوا الى الظالمين . جاء في الآية العشرين بعد المأة من هذه السورة : " و كلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك و جاءك في هذه الحق و موعظة و ذكرى للمؤمنين " .
ان عاقبــــة المؤمنين الصالحين الذين اطمأنوا الى ربهم هي الجنة خالدين فيها ، لأنهـم اصحاب سمع و ابصار ، بينما الكفار كالأعمى و الأصم لا يهتدون سبيلا .
و قصة نوح مع قومه تكشف هذا الفرق بين الفريقين .. المؤمنين و الكفار . حين ارسله الله إلى قومه لينذرهم لا يعبدوا الا الله ، و حذرهم انه في غير هذه فسوف ينزل عليهم عذاب يوم أليم، فقال الملأ الذين كفروا من قومه : أنك واحد مثلنا ، و ان الذين اتبعوك هـــم من الطبقات السفلى من مجتمعنا ، و انه لا فضل لكم بالرسالة بل نظنكم كاذبين ، فحذرهم نوح (ع) مرة اخرى قائلا : ماذا لو كنت صادقا ، و ان عندي بينة من ربي و أنا مهتد بها الى الصراط السوي ، و آتاني رحمة من عنده ، بينما انتم لا ترون الطريق السوي ، او يمكنان الزمكم به و انتم له كارهون ؟!
و في الدروس القادمة يتلو علينا القرآن سائر فصول القصة .
|