فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
صفات ادعياء الدين
[19] ما هو الاثر السلبي للتشريع البشري الخاطئ و للثقافة المادية الكافرة ، او للافتراء على الله ؟
إنه يتلخص في ثلاثة :
أولا : منع الناس عن السير في سبيل الله الذي يهدي اليه العقل و الفطرة ، و يذكر به الوحي .
[ الذين يصدون عن سبيل الله ]
فلو لا الثقافات المنحرفة ، التي ينسبها ادعياء الدين الى الله زورا و بهتانا ، اذا لأهتدى الناس بالتذكرة .
ثانيا : طرح سبل منحرفة للناس و الأدعاء بأنها هي سبيل الله .
[ و يبغونها عوجا ]
ثالثا : تحديد نظر الانسان في الدنيا ، و قتل طموحه الروحي ، و تطلعه الفطري الى الآخرة .
[ و هم بالآخرة هم كافرون ]
و يبدو ان هذه الصفات الثلاث هي ايضا سمات ادعياء الدين الظاهرة التي يعرفون بها ، فهـــؤلاء يمنعون الخير ، و يجعلون من انفسهم حجر عثرة عن تقدم الناس و رفاههم ، ويعقدون الأمور ، ويبغضون الرسالة الى الناس ، كما انهم لا يذكرون الناس جديا باليوم الآخر .
[20] و لكن اين يهرب هؤلاء الخونة بدين الله و هل يقدرون الخروج عن سلطــــان الله ؟ و هل هناك من ينصرهم من دون الله ؟ كلا .. بل ان عذابهم مضاعف بسبب عملهم و قولهم الفاسد الذي انحرف به الناس .
[ أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض ]
علماء السوء و ادعياء الدين يحتالون على الدين و كأنهم يفرون من احكام الله ، و من فطرتهم و علمهم ، فهل يقدرون على الهرب ايضا من عذاب الله ؟!
[ و ما كان لهم من دون الله من أولياء ]
ان هؤلاء يغيرون الدين طمعا في استمالة الناس ، و جمع المزيج من الأتباع ، و لكن هل ينفعهم هؤلاء شيئا ؟ كلا بل ان اغواءهم للناس يسبب تحمل اوزارهم مضافة الى اوزار الذين اضلوهم .
[ يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع و ما كانوا يبصرون ]لقد فسرت هذه الكلمة الاخيرة على وجهين :
احدهما : ان معنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع فلا يسمعون ، و بما كانــــوا يستطيعون الابصار فلا يبصرون عنادا ، و بتعبير آخر : لأنهم كانوا قادرين على السمــع و الابصار بما وهب الله لهم من نعمة العلـم و القــرب مــنمصادر الهداية فلم ينتفعوا بهما .
و الثاني : انه لاستثـقالهم استماع ايات الله ، و كراهتهم تذكرها و تفهمهما . جروا مجرى من لا يستطيع السمع و الابصار .
[21] و هل ربح هؤلاء شيئا ، و هل يسمى الذين يخسرون مستقبلهم و مجمل فرصهم رابحين حتى لو اكتسبوا بضع دراهم او مجموعة انصار ؟!
[ أولئك الذين خسروا أنفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون ]من الاراجيف التي جمعوا حولها الناس غرورا ، فلا بقيت تلك الافكار الباطلة التي زينت لهم و لا اولئك المغرورين بها .
[22] انهم لابد أن يكونوا الأخسر من الناس لأنهم لم ينتفعوا بمواهبهم ، و عوضا من ان يكونوا في مقام الانبياء و الصديقين بعلمهم و هداهم ، و يؤجرون مرتين . مرة عملهم الصالح ، و مرة بما اهتدى الناس بهم . اصبحوا يعذبون عذابا مضاعفا بعملهم الفاسد ، و باضلالهم الناس " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من اوزار الذين يضلـــونهم بغير علم " (1)[ لا جرم أنهم في الاخرة هم الأخسرون ]
اصل الجرم القطع ، و لا جرم تقديره لا قطع قاطع عن ذا ، فهذه هي نهايتهم التي اختاروها لانفسهم .
و كلمة أخيرة : - حين نقارن هذه الآيات بالآية الثالثة عشرة نستفيد مقياســـا(1) النحل / 25
مبينا للتمييز بين صاحب الرسالة الحق الذي لا يتنازل قيد انملة عن رسالته برغم ضيق صدره ، و ازدياد الضغوط عليه ، و بين الذي يضل الناس عن الحق طمعا في ولائهم او رغبة في هدايا السلاطين .
|