فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


انهم مغرقون
[37] و تبدأ رحلة الجزاء التي بدأت بصنع السفينة .


(1) المجمع ج 6،5 ص 158

(2) طه / 1

(3) الكهف / 6


[ و اصنع الفلك بأعيننا و وحينا ]

كان نوح عليه السلام لا يقوم بخطوة الا حسب المنهاج الذي رسمه له ربه . تحت مظلة واقية من حماية ربه .

[ و لا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ]

ولم تزل في قلب نوح بقية أمل تدعوه الى التضرع الى الله ليمنع عن قومه العذاب في آخر لحظة . و لكن على الرسول - بعد أن ييأس من إيمان قومه - ألا يشفق عليهم لانهم يستحقون العذاب .

[38] و أخذ نوح يصنع الفلك في الفلاة القاحلة استجابة لامر الله و إيمانا بأن وعد الله حق ، و كان ذلك أبسط دليل على انه لا يتبع هواه ، و لا يقول على الله كذبا . لانه لو كان كذلك فما الذي دعاه الى صنع الفلك في الصحراء ؟!

ان أنبياء الله عليهم السلام يقومون بأعمال يحسبها الناس مـــن حولها نوعا من الجنون ، لانها لا تتناسب معلومات و أفكار العصر ، و لا مع ما يجـــــري حولهم من أحداث أو يتوقع من احتمالات . هذا بذاته دليل واضح على انهم يتبعون الوحي ، و قد لا يعرف النبي لماذا يأمر بعمل ما للشهادة على مدى خلوصهم في الله ، و تجردهم لرسالته الغيبية .

[ و يصنع الفلك و كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ]إن استهزاء الناس بنوح عليه السلام شاهد على انه كان رسولا لا يتبع المألوف و الشائع في ظروفه ، بل كان يتحداها بسبب إيمانه بالغيب .

[ قال إن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون ]


[39] و انذرهم نوح بالعاقبة السوأى التي تنتظرهم .

[ فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ]

و يفضحه في الدنيا عبر التاريخ .

[ و يحل عليه عذاب مقيم ]

دائم في الآخرة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس