فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
الا بعدا لعاد قوم هود
[58] و انتظــر هود و الذيــن آمنــوا أمر ربهــم لأنهــم منذ البــدء توكلــوا عليه - سبحانه - و لم يعتمدوا في دعوتهم على أنفسهم او على قبيلتهم او أية قوة ماديـة اخرى ، و بعد ان اعطيت لعاد فرصة كافية ليهتدي من يهتدي منهم بوعي ، و يضل من ضل بحجة . بعدئذ جاء أمر الله تعالى الذي هو فوق العادات و السنن المعروفةللناس ، و الدليل على ان العذاب الذي أخذ عادا كان خرقا للقوانين الطبيعية المعروفة ، ان العذاب لم يشمل المؤمنين و الكافرين الذين كانوا متواجدين في مكان واحد ، بل أخذ الكفار وحدهم بينما العذاب الطبيعي كالوباء و الزلزال و المجاعة لا يميز المؤمن من الكافر.
[ و لما جاء أمرنا نجينا هودا و الذين آمنوا معه برحمة منا و نجيناهم من عــــذاب غليــــظ ]هو ذلك العذاب الثقيل المتراكم الذي اخذ الكفار .
[59] لماذا عذب الله عادا بذلك العذاب الغليظ ؟ لأنهم بعد ان عرفوا آيات الله جحدوا بها ، و بعد ان عرفوا رسولهم الذي أرسل اليهم للطاعة عصوه ، و اتبعوا أمر كل جبار عنيد يتصف باستخدام العنف ضد الناس . فهو ديكتاتور مستبد برأيه ، لا يحكم بالشورى و لا يتبع الهدى .
[ و تلك عاد جحدوا بأيات ربهم و عصوا رسله و اتبعوا أمر كل جبار عنيد ][60] و لأنحرافهم الفكري و لأنحرافهم السياسي و الاجتماعي لحقتهم لعنة الأبد ، و أبعدوا عن رحمة الله فعذبوا في الدنيا و الآخرة . كل ذلك لكفرهم باللـــه و برسول الله هــود .
[ و أتبعوا في هذه الدنيا لعنة و يوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هــود ]
|