فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
ابراهيم و البشارات الثلاث

[69] ظل ابراهيم يقاوم و يقاوم . و لم يرق الى قلبه السامي اليأس أو الشك ، و حانت الآن ساعة البشارة المنتظرة . لقد أرسل الله اليه رسله بصورة رجال حسان الوجوه تعظيما له و تكريما لجهاده الطويل ، فجاؤوا يبشرونه :

أولا : بأن الله اذن له بالنصر .

ثانيا : بأن اعداء الرسالة سيهلكون ، الا و هم قوم لوط الذين بعث الله اليهم اول المؤمنين برسالة ابراهيم .

ثالثـــا : بــأن الله سوف يرزقه - بعد طول المعاناة و اليأس - اولادا يتابعون دربــه ..

[ و لقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام ]تبادل رسل الله اول ما تلاقوا مع ابراهيم (ع) و ربما كانوا الوحيدين من ضيوف ابراهيم الذين اخرجوا الشيخ الذي اكلت سنون النضال عمره المبارك من غربته الروحية في رحم الصحراء . لذلك بادر ابراهيم باحضار الطعام السمين اليهم و هو عجل مشوي .

[ فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ]

العجل ولد البقرة و الحنيذ المشوي .


[70] و انتظر ابراهيم ضيوفه ليأكلوا او حتى ليبادر الى التهام العجل الحنيذ على عادة الراحلين عبر الصحراء ، و لكنهم لم يفعلوا ، فأنكرهم كيف لا يأكلون ؟! و خاف منهم لأن الضيـف الذي لا يأكل يضمر الشر ، و لكنهم سرعان ما بددوا خوفه الذي احس به ، و اظهروهعلى حقيقة الأمر ، و اعلنوا مهمتهم و هي بشارة بهلاك قوم لوط بعد طول عنادهم .

[ فلما رءا أيديهم لا تصل إليه نكرهم و أوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ][71] و ظهرت في الصورة المرأة الصبورة التي رافقت زوجها ابراهيم في جهاده الطويل و هي سارة بنت هاران ابنة عم ابراهيم ، و زوجته و رفيقة دربه ، فاذا بها تضحك من بشارة الرسل و هي قائمة تصلي ، او تخدم الضيوف .

[ و امرأته قائمة فضحكت ]

و هنـا بادر الرسل باطلاق البشارة الثانيـــة و الأعجب حيث بشروها بانجـاب الأولاد ..

[ فبشرناها باسحاق و من وراء اسحاق يعقوب ]

[72] و تعجبت كيف تلد و هي عجوز و زوجها شيخ طاعن في السن .

[ قالت يا ويلتى ء الد و أنا عجوز و هذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب ][73] و عاد الرسل يبشرونهم بثالثة البشارات و اعظمها و هي مرضاة الله التي تتجسد في الرفاه و الخير و الرحمة من الله ، و في الانتشار و التقدم و التعامل ، و بالتالي البركات من جهة ثانية ، لانهم أهل بيت الجهاد و الايمان و لأن الله حميد مجيد .


[ قالــوا أتعجبيــن من أمر الله رحمت الله و بركاته عليكم أهل البيت إنــه حميــــد مجيــــد ]ان ربنا يحمده الناس بكرمه و فضله الواسع .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس