فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

فتنة اخوة يوسف
هدى من الآيات

و مضت السنون الاربعة عشر السمان فالعجاف ، و جاء عام الاغاثة ، و ضاعت الحياة بأهل فلسطين وسعى اخوة يوسف الى مصر - فيمن سعى - للحصول على نصيبهم من المؤونة لقاء ما عندهم من سلع أو نقود .

فلما وردوا مصر دخلوا على أخيهم ، فعرفهم يوسف دون أن يعرفوه ، و أمر بأن يهيأ لهم نصيبهم ثم قال لهم ائتوني بأخ لكم من أبيكم ، أفلا تجدوني اني اوفي الكيل و احسن الضيافة ، و إلا فلا اعطيكم نصيبه و لا اقربكم الى نفسي ، قالوا سنحاول ذلك مع أبيه ، و قبلان يرحلوا أمر يوسف بأن يجعل السعلة التي جاؤوا بها في رحالهم لعلهم يعرفونها ، فيعودون الى مصر دون أن يمنعهم قلة الزاد أو خشية الجفاف ، فلما عاد اخوة يوسف قالــوا لابيهــم ان الكيل قد منع منا حتى تبعث معنا اخانا نكتل له ، و انا له لحافظون ، و عاد يعقوبيذكرهم بمصير اخيهم يوسف بعد اربعين عاما ، و قال هل آمنكم عليه كما آمنتكم على أخيه يوسف من قبل ؟! ثمقرر أن يتوكل على الله بعد أن عرف من أبنائه التوبة و الصدق ، فقال : الله خير من يحفظ و هو أرحم الراحمين .

ثم حين فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم قد ردت اليهم ، فقالوا لأبيهم ماذا نطلب لقد ردت الينا بضاعتنا ، و انا نسعى من أجل الحصول على الطعام لأهلنا ، بالاضافة الى كيل نأخذه لأخينا و هو كيل يسير بالنسبة لحاجتنا الماسة ، قال أبوهم : كلا .. لن ارسله معكم حتىتأتوني بوثيقة و عهد من الله باعادته الي إلا اذا لم تقدروا على ذلك ، فلما اعطوه الموثق قال يعقوب : الله على ما نقول وكيل .

وهكذا بعـد اليمين المكرر أذن الشيخ لابنه العزيز بالرحيل مع اخوته طلبا للمايرة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس